ليلة القدر تعد إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفيها يُنزل الله مقادير الخلق إلى السماء الدنيا، فيُقدر الرزق ويُقضى الآجال، ويستجيب بها لدعاء عباده له -جل وعلا-، كما نزل بها القرآن الكريم، فهي ليلة مباركة وباقية إلى يوم القيامة.
هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها؟
اختلف العلماء – رحمهم الله – : فقال بعض العلماء: إنه يقوم الليلة كاملة؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما دخلت عليه العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وفي بعضها: «طوى فراشه» صلوات الله وسلامه عليه كناية عن اعتزال النساء، فقالوا لابد أن يصلي من العشاء إلى الفجر، يصلي ويذكر يكون في ذكر الله – تعالى – ولا يصدق عليه أنه قائم إلا إذا لم ينم، أما إذا نام فقد ضيّع، بقدر ما ينام من فضل القيام.
وقال بعض العلماء: لا بأس أن ينام بعض الليل، مادام أنه قد قام أغلبه؛ لأن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «ما قام ليلة حتى أصبح» -صلوات الله وسلامه عليه-، وهذا يقولون: يدل على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ما كان يحي الليلة كاملة، ومن هنا رخصوا من كونه إذا تعب أو كذا أن يستجم بالنوم.
وذكر بعض العلماء: أنه لو نام اليسير، ثم قام فالأجر أعظم؛ لأنه في هذه الحالة يترك النوم ويرغب في العبادة، وهذا أصدق كما قال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» فيقولون: إنه إذا ذاق لذة النوم ثم صلى فهذا أبلغ اجتهادا من شخص يستمر في صلاته فإنه لا يصل إلى آخر الليل وهو منهك متعب.