تقدم دراسة بحثية جديدة تفسيرات محتملة لمعاناة بعض مرضى “كوفيد-19” من مستويات منخفضة للغاية من الأكسجين المهددة للحياة بشكل مفاجئ ومن دون علامات على ضيق التنفس (صعوبة التنفس).
وهذا الفهم الجديد للحالة، المعروفة باسم “نقص الأكسجة الصامت” أو “نقص الأكسجة السعيد”، يمكن أن يمنع التنبيب (إدخال أنبوب بلاستيكي إلى القصبة الهوائية لإبقاء المجاري التنفسية مفتوحة) غير الضروري، والتنفس الاصطناعي في المرضى، خلال الموجة الثانية المتوقعة من فيروس كورونا.
وأوضح الدكتور مارتن جيه توبين، المؤلف الرئيسي للدراسة، في مركز Loyola Medicine، وميديسن وإدوارد جيه. فا، من مستشفى Hospital pulmonologist and critical care specialist، لماذا يعد “نقص الأكسجة الصامت” في بعض مرضى كوفيد-19 محيراً للأطباء، قائلاً: “في بعض الحالات، يكون المريض بصحة جيدة ويستخدم الهاتف، لكنه بحاجة لإدخال أنبوب تنفس (داخل القصبة الهوائية) وتوصيله بجهاز تنفس ميكانيكي، وهو ما يحمل معه، على الرغم من احتمالية إنقاذ حياته، مجموعة من المخاطر الخاصة به “.
وشملت الدراسة 16 مريضاً بفيروس كورونا لديهم مستويات منخفضة جداً من الأكسجين (تصل إلى 50%، وتشبع الدم الطبيعي بالأكسجين بين 95% و100%)، من دون أي ضيق في التنفس.
ووجدت النتائج أن “العديد من الآليات المرضية هي المسؤولة عن معظم، إن لم يكن جميع، حالات نقص تأكسج الدم الصامت، ويشمل ذلك التقييم الأولي لمستوى الأكسجين لدى المريض باستخدام مقياس التأكسج النبضي”.
وقال توبين: “بينما يكون مقياس التأكسج النبضي دقيقاً بشكل ملحوظ عندما تكون قراءات الأكسجين عالية، فإنه يبالغ بشكل ملحوظ في شدة انخفاض مستويات الأكسجين عندما تكون القراءات منخفضة”. مضيفاً: “العامل الآخر هو كيفية استجابة الدماغ لمستويات الأكسجين المنخفضة، حيث أنه مع انخفاض مستويات الأكسجين لدى مرضى كوفيد-19، لا يستجيب الدماغ حتى ينخفض الأكسجين إلى مستويات منخفضة جداً، وعند هذه النقطة يصاب المريض عادة بضيق في التنفس”.
جامعة أسترالية تحقق اختراقاً في فهم تأثيرات “كوفيد-19”
وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى أكثر من نصف المرضى مستويات منخفضة من ثاني أكسيد الكربون، ما قد يقلل من تأثير انخفاض مستوى الأكسجين للغاية.
وأشار الدكتور توبين إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يمارس إجراء غريباً بشأن كيفية استشعار الجسم لمستويات منخفضة من الأكسجين، والذي يمكن أن يكون مرتبطاً بنقص حاسة الشم، الذي يعاني منه ثلثا مرضى “كوفيد-19”.
ويشير الباحثون إلى ضرورة إجراء المزيد من البحث، حيث خلصت الدراسة إلى أن “الميزات المتعلقة بكوفيد-19 التي يجدها الأطباء محيرة تصبح أقل غرابة عند النظر إليها في ضوء المبادئ الراسخة لعلم وظائف الأعضاء التنفسي”.
وقال الدكتور توبين: “قد تساعد هذه المعلومات الجديدة في تجنب التنبيب غير الضروري داخل القصبة الهوائية والتنفس الميكانيكي، الأمر الذي يمثل مخاطر، عندما تظهر الموجة الثانية المستمرة والمتوقعة من “كوفيد-19”.