نجت “قرية الملح” في العراق من التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، الذي أغلق المدن وعطل الصناعات بأنحاء العالم، حسبما قال أراس محمود الذي يعمل في المجال.
وأضاف وهو جالس بجانب كومة من حبات الملح الأبيض البراق المستخلص بأساليب يدوية: “لم يؤثر فيروس كورونا في انتاجنا ولا الدخل الذي نتحصل عليه”.
وتستخدم قرية جمجمال التي ينتمي إليها محمود، ويطلق عليها السكان اسم “قرية الملح”، نفس الأساليب التي كان يستخدمها الأسلاف منذ أكثر من 200 عام.
وتنتشر بالقرب من البلدة الواقعة في كردستان العراق، أحواض تبخير الملح التي يملؤها القرويون بالمياه المالحة من نبع قريب.
وفي أشهر الصيف الساخنة، يتبخر الماء ويجمع القرويون الملح ويبيعونه لاحقاً لرجال الأعمال المحليين مقابل ما بين 0.21 و0.27 دولار للكيلو، على حسب جودة المنتج، ويجمعون في كل عام حوالي 400 طن من الملح.
ويقول القرويون إن محصول الملح يحميهم من الأزمة الاقتصادية الحالية بمنطقة كردستان العراق، والتي تفاقمت بفعل تظافر عاملي تراجع أسعار النفط وأزمة كورونا.
ويقول محمود إنهم لا يحصلون على دعم من الحكومة، بل على النقيض من ذلك يسهمون في ميزانية المنطقة بحوالي 50 ألف دولار يدفعونها في شكل ضرائب سنوية.