قال رئيس الجمهورية اليوم الخميس بمناسبة يوم المجاهد المصادف للذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام 20 اوت 1956 أن هذه الهجمات كانت مثالاً في البطولة والفداء صعق بها الشعب الجزائري عذواً شرساً لا يعرف للإنسانية قيمة.
وفي كلمة له نقلها عنه المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف وملف الذاكرة عبد المجيد شيخي قال الرئيس أن “ثورتنا المظفرة من خلال هذه الهجمات قدرتها على فك الحصار على أية منطقة في الجزائر كجسد واحد إذا تألم منه جزء له سائر الجسد بالجهاد والمقاومة، وأضاف قائلا أنها نجحت في ترسيخ الثورة عبر ربوع الوطن.
وصرح رئيس الجمهورية أن الاستماتة وروح الفداء التي أبانت عليها هجمات الشمال القسنطيني لم تنجح فقط في تخفيف وطأة الحصار على المنطقة الأوراس المطوقة منذ اندلاع الثورة ، ولكنها كانت بحق الانطلاقة الثانية للثورة المباركة .
وشدد الرئيس أنه لولا حصانة وحكمة وتصميم الشهيد الرمز قائد المنطقة الثانية ورفقائه من القادة البطل زيغود يوسف الذي نحتفل اليوم بذكرى استشهاده، قائلاً أنها ككل الاحداث التاريخية الكبرى التي لا تأتي صدفة ، فقد حرص قادة الثورة رغم كل الظروف المعقدة على اختيار تاريخ 20 اوت الذي تزامن مع ذكرى نفي الملك الراحل محمد الخامس للتعبير عن التضامن مع الشعب المغربي الشقيق.
وأكد في كلمته أننا على الطريق المقدس نتخذ على الدوام من تاريخنا الوطني المجيد والملهم معينا لا ينضب ننهل منه ما نجدد بع العهد ونشحذ به الهمم من أجل أن تضل جزائر الشهداء والمجاهدين قوية موحدة يصونها بناتها وأبناؤها الذين انتصرت بهم الأمس، مضيفاً أنه سننتصر اليوم وغداً بإرادتهم الجماعية المخلصة ووعيهم الوطني العميق على كل النوايا ومساعي الاحباط والتثبيط البائسة.
كما أكد الرئيس ” إننا ونحن نسير كما أراد شعبنا نحو وضع لبنات الجمهورية الجديدة على النهج الذي لا محيد عنه نهج الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة .
وقال عبد المجيد تبون أنه على ثقة تامة أن تجند كل الإرادات الخيرة والتفاف كل النوايا الصادقة حول هذا المطلب الشعبي النبيل وسيكون يلاشك أول خطوة نحو استكمال مسيرته على الدرب الذي ارتضاه شهداؤنا الأبرار.
ولفت إلى أن قدرة الشعب الجزائري هو الانتصار فإرادة النصر متجذرة أصيلة في أعماق الأمة ولطالما كان النصر عظيما مدويا وصاعقا للأعداء والمتربصين الحاقدين لان شعبنا الابي لا يهاب الصعاب والتحديات بل يخرج منها كما رسخته تجارب التاريخ الوطني المجيد التي نستحضرها اليوم اكثر عزما وأمضى ارادة وأشد قوة .
وجاء أيضاً في رسالة الرئيس أنها كانت تلك المحطة مجددة لروح ثورة الفاتح من نوفمبر الأغر ورسالة مخضبة بالدماء لدحض اليأس المسموم الموجه لضرب عزيمة واصرار الجزائريين على نيل حريتهم، مضيفاً أن هذه النزعة الهدامة التي تعتمد على المغالطات والتزييف في التوقيت الخطأ وبالنوايا المشبوهة لم تستوعب دروس التاريخ وعبره.
وقال إن أصحاب هذه النزعة المقيتة لا يدركون بأن الشعوب تنتج من عبقريتها وعيا جماعيا ينير المستقبل للوطنيين المخلصين، كما يبارك الارادات المتجردة من مخاطر الأنانيات والعصبيات التي كادت أن تهوي في السنوات الماضية بالدولة الوطنية لولا أن قيض الله تعالى لهذه الأمة المجيدة حراكا مباركا تناغم معه في تلاحم وطني مبهر للجيش الوطني الشعبي.
كما قال الرئيس أن الجزائريات والجزائريين مدعوون في عالم اليوم بما يتجلى فيه من رهانات وتحديات داخلية وخارجية وبما يستلزم من يقظة وحيطة على كافة الأصعدة الى الأخذ بأسباب الانطلاق الى غد جديد تتكاثف الجهود وتتظافر حوله القوى السياسية والطاقات الاجتماعية والاقتصادية.
ودعا الجزائريين إلى بناء مجتمع افضل تعلو فيه قيم العدالة والاستحقاق وتنفى فيه الآفات والمفاسد المالية والأخلاقية التي تسعى بعزم لا يلين وعبر الأدوات والآليات القانونية لمغالبة آثارها الثقيلة والقضاء على ترسباتها التي نخرت بشراسة وانحطاط في ممارسات جسد الأمة.