يستمر موقع الاتحاد الآسيوي بالإضاءة على محطات يعتبرها مميزة، وتوقّف اليوم عند ما اعتبره إنجازاً تاريخياً للمنتخب الفلسطيني، عندما توج بلقب كأس التحدي الآسيوي 2014 وحجز بطاقة التأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس آسيا 2015 في أستراليا.
وقال التقرير: جاء التأهل التاريخي لأهم حدث كروي على المستوى القاري للفلسطينيين عقب فوزهم المثير على نظرائهم الفلبينيين بهدف نظيف في المباراة النهائية لكأس التحدي الآسيوي 2014 في جزر المالديف، وهي النسخة الخامسة والأخيرة من البطولة.
وقد شكلت الرغبة في تعويض الفشل في النسخ السابقة من كأس التحدي، إضافة صعوبة التأهل من خلال التصفيات، ضغطاً إضافياً على لاعبي المنتخب الفلسطيني والكادر الفني بقيادة المدرب جمال محمود، لحسم التأهل لكأس آسيا لأول مرة وكذلك إسعاد الجماهير الفلسطينية.
افتتح المنتخب الفلسطيني مبارياته في كأس التحدي 2014 بطريقة مثالية، بعد أن خطف فوزاً ثميناً أمام قرغيزستان، من خلال هدف نظيف أحرزه عبد الحميد أبو حبيب في الوقت المحتسب بدل الضائع، ليضعهم هذا الانتصار على الطريق الصحيح في البطولة التي وقع خلالها الفلسطينيين في المجموعة الأولى بجانب قرغيزستان وميانمار وجزر المالديف المُضيفة.
وبعد ذلك بيومين، عزز المنتخب الفلسطيني من حظوظه في تصدر مجموعته، عقب تغلبه على ميانمار 2-0 بواسطة عبد الحميد أبو حبيب مرة أخرى والمهاجم أشرف نعمان. قبل أن تجبر جزر المالديف ضيفتها فلسطين على التعادل السلبي بدون أهداف في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، لترافقها إلى الدور قبل النهائي كوصيفة برصيد 4 نقاط، وبفارق 3 نقاط خلف المنتخب الغرب آسيوي الذي حسم الصدارة لصالحه.
تأكيد الطموح
نجحت فلسطين في مواصلة تألقها عندما واجهت أفغانستان في الدور قبل النهائي، والتي صمدت بدورها معظم مجريات الشوط الأول، ثم تمكن النجم أشرف نعمان من افتتاح النتيجة للفلسطينيين قبل دقيقتين على نهاية الشوط الأول من ضربة جزاء.
ومع مرور ثلاث دقائق فقط على بداية الشوط الثاني، نجح نعمان مرة أخرى في مضاعفة النتيجة بالهدف الثاني لفريقه والثالث له في البطولة، وذلك بعد أن استقبل تمريرة بينية من المتألق أبو حبيب، لينفرد نعمان بحارس المرمى الأفغاني ويضعها على يمينه داخل الشباك، لينهي (الفدائي) اللقاء بانتصار مستحق 2-0، ويبلغ نهائي البطولة لأول مرة له، ويقترب أكثر من أي وقت مضى من صنع التاريخ.
التأهل التاريخي
كانت الفلبين (المتأهلة للنهائي) على حساب المضيفين بشق الأنفس – هي من ستخوض التحدي أمام فلسطين يوم 30 أيار 2014، من أجل خطف بطاقة التأهل لنهائيات البطولة القارية.
ووسط حضور جماهيري كبير على مدرجات ستاد راسمي دهاندو في العاصمة ماليه، إضافة إلى تسمر الآلاف من المشجعين خلف الشاشات الكبيرة في الساحات الفلسطينية والذين هتفوا بقوة للفريق. دخل لاعبو المنتخب الفلسطيني وهم يسعون لمباغتة المنافس منذ البداية، ولاحت لهم أكثر من فرصة خاصة عبر أبو حبيب الذي سدد أكثر من كرة خطرة تألق حارس المرمى الفلبيني في التصدي لها.
وانتظر الفلسطينيون حتى الدقيقة 59 عندما انبرى القناص نعمان لتسديد ركلة حرة مباشرة من على بعد نحو 25 ياردة، ليضعها بطريقة رائعة في أقصى الزاوية اليمنى لحارس المرمى الفلبيني الذي فشل هذه المرة في التصدي لها.
وبهذا الهدف التاريخي بقدم نعمان الذي نال جائزة هدّاف البطولة برصيد أربعة أهداف، دخلت فلسطين تاريخ كرة القدم الآسيوية من أوسع أبوابه، وتأهلت إلى نهائيات كأس آسيا لأول مرة على الإطلاق.
التواجد في أستراليا
قوة المنافسة في البطولة القارية، بالتأكيد ستكون مختلفة كلياً عن المنافسة في كأس التحدي، وهو ما كان ينتظر منتخب فلسطين، خاصة بعد وقوعه في مجموعة قوية ضمت اليابان المدافعة عن اللقب، والعراق الحائزة على اللقب القاري في العام 2007، إلى جانب جارتها الأردن.
وافتتحت فلسطين – بقيادة المدرب الوطني أحمد الحسن – مبارياتها بمواجهة تاريخية أمام الساموراي الأزرق في مدينة نيوكاسل وسط حضور جماهيري كبير، خاصة من الجالية الفلسطينية في أستراليا، وتغطية إعلامية واسعة، إلا أن فارق الخبرة والمستوى الفني والبدني بين الفريقين كان واضحاً، لتحسم اليابان النتيجة لصالحها بسهولة بنتيجة 4-0.
ولم يتغير الحال في الجولتين الثانية والثالثة، بعد أن تلقى منتخب فلسطين الخسارة أمام النشامى 1-5، وأمام أسود الرافدين 0-2، لتودع فلسطين البطولة القارية، ولكن في جعبتها العديد من المكاسب، أهمها وضع قدمها على خارطة الكرة الآسيوية بقوة، وهو ما أكدته من خلال حسم التأهل لكأس آسيا للمرة الثانية على التوالي – هذه المرة من خلال التصفيات، وتحقيقها نتائج أفضل في الإمارات 2019.
تابعنا
