غير آبهين بأضواء المسرح، معتمدين على نور بصيرتهم في شق طريقهم بأكثر المشاهد صعوبة على مدار ساعة ونصف الساعة من الوقت الكلي لمسرحية حرص مسرح حلب القومي على إنتاجها، نجح ممثلون هواة جميعهم من فاقدي البصر بإنتاج عمل مسرحي على خشبة مسرح نقابة الفنانين في مدينة حلب.
في عرضهم الأول، تمكن المشاركون من كسر جميع التحديات التي تواجههم في الظهور أمام الجمهور وأدوا أدوارهم وكأنهم مبصرون في سابقة هي الأولى من نوعها في سوريا.
المسرحية الكوميدية التي قدمتها فرقة “المكفوفين” بعنوان “وجهات نظر” أداها أعضاء فرقة “المعري” تكنياً باسم الفيلسوف العربي السوري الشهير (أبو العلاء المعري) صاحب “رسالة الغفران”، والذي ولد وعاش كفيفاً في مدينة معرة النعمان بين القرنين العاشر والحادي عشر ميلادي.
يقول معد ومخرج المسرحية “مصطفى الآغا”: “تتحدث فكرة المسرحية عن المكفوفين وقضايا تتعلق بهم وبشؤونهم حيث قسمت لثلاثة أجزاء تحدثت عن توظيفهم بالمسابقات التي تعلنها الدولة، أو استغلال المكفوفين بالتسول وفي جزء آخر عن العلم وضرورته”.