يمكن أن يكون الحرمان من النوم عدواً لا يرحم، فهو يلحق الضرر بجسمك بعدة طرق، بما في ذلك الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري.
وكانت العلاقة بين النظام الغذائي والنوم موضوعاً لكثير من الأبحاث. وشرعت إحدى الدراسات البارزة، المنشورة في مجلة Cureus، في استكشاف العلاقة بين تناول مواد غذائية معينة وأنماط نوم طلاب الطب.
وأجريت دراسة شملت 440 من طلاب الطب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 سنة.
واستُخدم مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ (PSQI) واستبيان ذاتي، يقوم بتصنيف الأطعمة وفقاً لدساتيرها الغذائية لقياس تواتر استهلاك الطعام.
وتبين أن واحدة من المجموعات الغذائية الواعدة هي الحبوب الكاملة، ما أثر بشدة على جودة النوم الإجمالية.
كما لاحظ الباحثون أن الحبوب الكاملة مليئة بالعناصر الغذائية المعروفة بأنها تؤثر على النوم. وأوضحوا أن “المغنيسيوم يعمل كمرخ طبيعي للعضلات عن طريق الارتباط بمستقبلات حمض غاما-أمينوبتيريك (GABA) ويوجه أيضاً دورات النوم والاستيقاظ في الجسم عن طريق تنظيم الميلاتونين”.
ويعد GABA حمضا أمينياً موجوداً بشكل طبيعي ويعمل كناقل عصبي في دماغك، كما يسهل عملية النوم.
وقال فريق البحث إن الكربوهيدرات المعقدة ترفع مستوى السيروتونين وتخفض هرمون الإجهاد والكورتيزول، الذي تمنع مستوياته العالية النوم.
وتتميز الحبوب الكاملة بأنها غنية أيضاً بالتريبتوفان، ووفقاً لمؤسسة النوم الوطنية (NSF)، تساعد الكربوهيدرات في توصيل التريبتوفان إلى الدماغ، وهو حمض أميني يعزز النوم، ومقدمة للمركبات التي تحفز النوم: السيروتونين (ناقل عصبي) والميلاتونين (هرمون يعمل أيضاً كناقل عصبي).
وكشفت NSF أن اتباع نظام غذائي منخفض الألياف ونسبة عالية من الدهون المشبعة، يمكن أن يؤثر سلباً على النوم، عن طريق تقليل كمية النوم العميق والموجة البطيئة التي تحصل عليها أثناء الليل.
ومن ناحية أخرى، فإن النظام الغذائي الصحي المتوازن الذي يحتوي على نسبة عالية من الألياف وقليل من السكريات المضافة، يمكن أن يساعدك على النوم بشكل أسرع، وتسجيل ما يصل إلى ساعتين إضافيتين من النوم في الأسبوع.