في دارة الشعراء، صعدت الشاعرة سراب غانم إلى المنصّة كما لو أنّها تعبر إلى فضاءٍ أبعد من القصيدة نفسها. أطلقت كلماتها على مهل، كمن يعيد ترتيب الوجدان من جديد، فامتلأت القاعة بنَفَس الوطن، وبذلك الألم الذي لا يُسمّى إلا شعراً.

شاركتها الأمسية روحاً أخرى من مصر؛ الشاعر أحمد عبد الغني، وتولّى الشاعر محمد كنعان تقديم أمسية تشبه عبورًا بين مدرستين ولغتين وحساسيتين، فيما بدا الحضور كجمهور جاء ليختبر الشعر لا ليستمع إليه فقط.
وفي اللحظة التي هدأ فيها المكان، تقدّم الأستاذ الشاعر الكبير تيسير الشماسين، رئيس دارة الشعراء، ليكرّم سراب غانم. كان التكريم أقرب إلى اعترافٍ جماعي بأنّ لغة هذه الشاعرة قادرة على أن تحوّل الوجع إلى قيمة، والصورة إلى أثر، والكلمة إلى وطن صغير.
وقالت سراب بعد التكريم:
«القصيدة حالة… وليست نصّاً. ما يُكتب هو ما يفلت من الروح حين تعجز عن الكلام.»

سراب غانم، التي عرفها القرّاء عبر ديوان «أنا سراب… لمن لا يؤمن بالماء»، وازداد حضورها بعد تتويج مجموعتها القصصية «ربطة شعر» بجائزة الشارقة للإبداع العربي، تواصل الآن بناء مشروعها الخاص: كتابة لا تشبه سوى صوتها، وتفكيك شعوريّ لا يهادن، وصور تمتدّ بين المرأة والوطن والذاكرة دون أن تخضع لقوالب جاهزة.
تابعنا

