يمكن أن تكون المجرات الأولى تشكّلت في وقت أبكر مما اعتقد علماء الفلك حتى اليوم، على ما تظهر صور أولية التقطها تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي الذي أحدث تغييراً خلال بضعة أشهر في الفهم العلمي للكون.
وأفاد الأستاذ في علم الفلك لدى جامعة «يو سي ال ايه» توماس ترو خلال مؤتمر صحفي: «بطريقة ما، تمكّن الكون من تشكيل مجرّات أسرع وأبكر مما كنّا نعتقد»، ويتمثل أحد أهداف «جيمس ويب» الرئيسية في دراسة المجرات الأولى التي تشكلت بعد الانفجار العظيم الذي حدث قبل 13,8 مليار سنة، وبدأ التسلكوب الفضائي عمله قبل خمسة أشهر.
وأوضحت عالمة الفيزياء الفلكية جيهان كارتالتيبي أن العلماء كانوا يعتقدون بأن رصد المجرات «سيستغرق وقتاً» بناء على نماذج كونية مُطورة.
ولكن «جيمس ويب»، وفي غضون بضعة أشهر فقط، رصد عدداً كبيراً من المجرات الجديدة التي تشكلت باكراً، إحداها كانت موجودة بعد 350 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، أي أقل بخمسين مليون سنة من الرقم القياسي السابق.
وأفادت جيهان كارتالتيبي: «إن وجود عدد كبير من المجرات التي تشكلت باكراً جداً أمر مفاجئ».
وبالإضافة إلى أعدادها الكثيرة التي فاجأت العلماء، أُذهل هؤلاء بسطوعها الكبير.
وأفاد غارث إلينغوورث من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروس: «استنتجنا سريعاً أنها ضخمة، وهو ما يطرح لغزاً فعلياً: كيف تمكّنت هذه المجرات من تكوين عدد كبير من النجوم في فترة زمنية قصيرة؟».
وأضاف إلينغوورث، أن المجرات ولكي تنجز بذلك، «ينبغي أن تكون قد بدأت بالتكوّن ربما بعد مئة مليون سنة فقط من الانفجار العظيم».
ولكن الفرضية البديلة تتمثل في أن هذه المجرات تضم في الواقع ما يسمى بجمهرة النجوم الثالثة، المختلفة تماماً عن النجوم التي نعرفها، وهذه النجوم الأولى الساطعة بصورة غير عادية كانت تشكل حتى الآن مجرد نظرية من دون أن يجري رصدها، وقد تمكّن تلسكوب «جيمس ويب» بفضل قدراته المذهلة من الكشف عن جوانب بعض من هذه المجرات.
وأفادت إريكا نيلسون من جامعة «كولورادو» في تصريحات أوردها بيان لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا): «تفاجأ فريقنا من قدرة التلسكوب على قياس شكل هذه المجرات الأولى»، مضيفة أن «أقراص المجرات تشكل سبباً لإعادة النظر في فهمنا لكيف تشكلت المجرات الأولى في كون باكر فوضوي».
ويُتوقّع أن يجري مستقبلاً التأكد من المسافة الدقيقة لهذه المجرات التي حطّمت إحداها الرقم القياسي، من خلال تحليلات طيفية يجريها «جيمس ويب».
وأفاد إلينغوورث: «نحن على المسار الصحيح لتحقيق الحلم المتمثل في فهم مجرات العصور الأولى» بفضل «جيمس ويب».