أوضح تقرير نشرته، الاثنين 7 نوفمبر، شبكة أبحاث المبادرة الدولية المعنية بمناخ الغلاف الجليدي، أن تغير المناخ يتسبب بسرعة ذوبان المناطق المتجمدة في العالم، وأنه من المؤكد أن الجليد البحري في القطب الشمالي في الصيف سيختفي بحلول عام 2050.
وأفاد التقرير: إنه في هذا العام فقط، سقطت أمطار على شرق القارة القطبية الجنوبية في مارس حين بلغت درجات حرارة الهواء ارتفاعاً استثنائياً. وخلال فصل الصيف، فقدت جبال الألب خمسة في المئة من غطائها الجليدي. وفي سبتمبر، سجلت جرينلاند رقماً قياسياً جديداً لذوبان الجليد في ذاك الوقت من العام.
وهناك أدلة متزايدة، بعد ثماني سنوات من درجات حرارة مرتفعة سجلها الكوكب، على أن المناطق الجليدية في العالم تذوب بمعدلات أكبر وأسرع بكثير مما توقع العلماء، وسلّط واضعو التقرير الضوء على «تشخيص نهاية» الجليد الذي يتشكل ويطفو فوق المحيط المتجمد الشمالي كل صيف.
وأفاد روبي ماليت، المشارك في وضع التقرير والباحث المتخصص في الجليد البحري في جامعة «كوليدج لندن»: «مثلما لم يعد هناك طريق موثوق بها لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، لا يوجد طريق موثوق بها لتجنب صيف خال من الجليد»، ويتزامن صدور التقرير مع بدء مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) الذي يستمر حتى 18 نوفمبر في شرم الشيخ بمصر، وقال ماليت: «لقد بدأنا نرى شيئاً لا يمكن إنقاذه».
وقد أوضحت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، العام الماضي: إن الجليد البحري في الصيف سيتلاشى حتى إذا بلغت ذروة ارتفاع حرارة الكوكب 1.6 درجة فوق متوسط ما قبل عصر الصناعة، ويسير العالم حالياً نحو ارتفاع حرارة الكوكب بمقدار 2.8 درجة بحلول عام 2100.
وفي حال تلاشى الجليد البحري صيفاً، فلن يتبقى الجليد البحري الذي يتراكم في المحيط من سنة إلى أخرى.
وأفادت ماليت، أن هذا سيكون له تأثير عميق على منطقة تضم أكثر من 4.5 مليون نسمة، وتواجه تآكلاً متزايداً لأن تغير المناخ يغذي رياحاً وأمواجاً أقوى.