السعودية اليوم – الشاعر العراقي أنمار مردان:
لا شيءَ يغلقُ المعنى غير انوثتكِ
التي تفوحُ نهراً يعطشُ حين يراكِ ،
لغةٌ اخرى
وقواميسٌ مجلدةٌ ،
وسماءٌ ممطرةٌ،
ومستهلٌ يعبرُ كلَّ الغيومِ ولا يتحدث إلا بكِ.
………… ..
………… ..
اخطبوطٌ من المرايا الجاهزةِ للكسرِ
تترجلُ بعض الصورِ
أعني
الصورَ الخائفةِ،
تخافُ من ظلِكِ حين يجرُ الشارعَ بخطوتِكِ .
……………… ..
……………… .
أنتِ لغةٌ غائبةٌ لم تظهر إلى الآن
قد تبعثُ يوما ما
او تنطقُ بلهجةٍ جديدةٍ ،
أيتها العابرة كل الاشياءِ الثمينةِ
قولي لي
كيف خلقك الرب في وقتِها ؟
وكيف زرعكِ شجرةَ تينٍ
وبثك للأرضِ شراعًا طويلًا ،
يتبادرُ إلى رأسي سؤال عتيق
كيف وضعتي حقيبتكِ على كتفكِ بهذه الاناقة ؟
وكيف لونتي أيامي مثل لون شعركِ التمري ؟
وكيف جعلتي من شاعرٍ يغارُ ويخافُ ويهربُ ويركضُ وينزعجُ بهذه السرعةِ الممكنةِ ؟
وكيف قرأتي كل ألوان الطيف الشمسي بنظرةٍ واحدةٍ؟
وكيف كل هذا وأنا على قيد الحياة ؟ .
……………………
…………… .
اسئلةٌ تسيلُ مثل سيفٍ
حين يحصدُ رقابًا
وأنا من يحصد رقبتي
حين تقفين امامي مبتسمة ؟ .
……………………………………
………… ..
مرة أخرى اقول لكِ
كنتُ على خطأ
حين غرستِ عطرَكِ في الهواءِ
ولم أبتلعْهُ ،
مرةً أخرى سأصغي جيدًا لكل تفاصيلِكِ الكثيرة
وأكونُ حريصًا لتدوين ما يفوتني من زفيرِكِ
مرة أخرى سأكونُ أكثرَ وعيًا
لأنشغل عن الزوابعِ كلها
وأنتبهُ لفمِكِ حين تأكلين قلبي بطريقةٍ جديرةٍ بالطعام .