كشف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، عن العثور على جثث 17 فهداً صياداً في أحد الدحول في شمال المملكة منها مومياوات محتفظة بجميع تفاصيلها.
وأكد المركز أهمية هذا الكشف لأنه يوفر عينات نادرة جداً للفهد الصياد الذي كان منتشراً في الجزيرة العربية بعد سلسلة من المتابعات والبحث والتحري من خبراء المركز ضمن برنامج المركز لفحص الكهوف والدحول للتعرف على التنوع الأحيائي في بيئاتها.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان، إن الفهد الصياد من الأنواع المنقرضة تماماً في الجزيرة العربية منذ أكثر من 50 عاماً وعيناته المحفوظة في المتاحف أو مراكز الأبحاث شديدة الندرة، وأن هذه العينات المكتشفة هي الدليل المادي الوحيد على تواجده في المملكة.
وأوضح قربان أن أهمية العينات تأتي من أنها أول دليل قطعي على انتشاره في الجزيرة العربية، وتدل على أنه كان ينتشر في مجموعات في شمال المملكة، وأضاف أن الكشف يتيح للأجيال الحالية فرصة رؤية هذا الكائن والوقوف على بقايا واضحة له، مفيداً أن أحد الدحول في سهول محافظة رفحاء احتضنت هذا الاكتشاف المهم الذي سيشكل إضافة نوعية للحياة الفطرية، وسيغير النظرة المسبقة عن الكائنات الفطرية المنقرضة وحقيقة وجودها في بيئتنا وسيتمكن باحثو المركز من تحديد زمن نفوقها واستخلاص DNA والتركيب الوراثي، وتحديد النوع ومقارنته بالتسلسل الجيني للفهود الموجود حالياً لدى المركز في مراكز الإيواء ومجموعات الفهود المنتشرة بالعالم، الأمر الذي يدعم العمل الذي عليه المركز حالياً لإكثارها وإعادة توطينها في المملكة.
وتابع قربان أن الكشف يقدم معلومات غزيرة وذات قيمة عظيمة في برنامج الإكثار وإعادة التوطين ويصحح كثير من المعلومات غير المؤكدة، وسيؤثر بشكل إيجابي على الأبحاث المتعلقة بالحياة الفطرية مستقبلاً، ويرفع سقف الطموح لدى الباحثين لإيجاد مزيد من الدلائل في هذا المجال