عندما ينتهي شخص من تناول وجبة دسمة، وما إن يبدأ بالاسترخاء أو الإغفاء، حتى تبدأ آلام في منطقة الصدر تشبه الشعور بأن الصدر كأنما يشتعل ناراً، وهذا ما يعرف بحرقة المعدة.
والحرقة هي ظاهرة شائعة وغالباً تكون عرضية عابرة ولا تثير قلقاً خاصاً، فكثيرون من الناس يعانون إحساساً حارقاً على امتداد المريء الموجود تحت عظم القصّ قليلاً أو خلفه بشكل يومي بصورة عامة.
وبحسب الدكتور كمال حماد، تظهر حرقة المعدة في فترات متقاربة أو حتى يومياً، لتمثل علامة تنبيه مسبقة لمرض الارتداد المَعِديّ المريئيّ، وهو مرض ترجع فيه أحماض المعدة وأحياناً عصارات المرارة أيضاً إلى المريء.
ويلفت حماد النظر إلى أن معظم الناس يمكنهم التأقلم والتعايش مع الإحساس بعدم الراحة الناجم عن الحرقة، بواسطة إدخال تغييرات في نمط الحياة وبواسطة تناول أدوية يتم تسويقها دون حاجة إلى وصفة طبية، لكن إذا كانت الحرقة حادة جداً، فإن كل ما تقدّمه هذه الأدوية هو التخفيف المؤقت أو الجزئي للأعراض المصاحبة لها.
وينصح حماد المصابين بالحرقة، باتباع ما يلي:
– تجنب فقدان الوزن الزائد بسرعة.
– التوقف عن التدخين.
– عدم ارتداء الملابس الضيقة عند البطن.
– تجنب الأغذية التي تحفز الشعور بحرقة المعدة، مثل: التوابل والمشروبات الكحولية والأطعمة الدهنية والشوكولاتة والنعناع والقهوة والزعتر.
– عدم الاستلقاء في السرير بعد تناول الوجبات مباشرة.
– رفع وسادة الرأس في السرير.
– قد يساعد تناول الحليب أو اللبن أو بعض الأعشاب الطبيعية، مثل: الكمون والميرمية، على تخفيف حموضة المعدة.
إذا لم تنفع هذه التغييرات في تخفيف حرقة المعدة، فننصحك باستشارة طبيب مختص بالأمراض الهضمية لمحاولة اكتشاف السبب، فقد يكون لديك ارتجاع مفرزات حمضية من المعدة إلى أنبوب البلع (المريء)، وهو ما يسمى طبياً “القَلَس”، أو ربما وجود قرحة هضمية. وقد تحتاج لاستخدام بعض الأدوية التي تقلل حموضة المعدة.
ويعتمد تشخيص حرقة المعدة بشكل عام، وبصورة أساسية، على وصف مفصّل لمجموع الأعراض لدى المريض، لكن إذا كانت الأعراض حادة جداً، ولا يستجيب جسم المريض للعلاج، أو إذا كان الطبيب يشك في إصابة المريض بمرض الارتجاع المعدي المريئي أو أي مرض آخر، فقد يحتاج إلى إخضاع المريض لعدد من الفحوص الطبّيّة الإضافيّة، منها:
– التصوير بالأشعة السينيّة مع الباريوم.
– التنظير الداخليّ.
– فحوص لمعرفة تركيز حموضة المعدة.
وإذا كانت الحرقة معتدلة، وتظهر في فترات متباعدة، فبالإمكان التخفيف من حدّة الأعراض والظواهر المصاحبة لها عن طريق تناول أدوية غير ملزمة بوصفة طبية أو بواسطة علاج ذاتي.
ومن بين الأدوية التي يتم تسويقها دون حاجة إلى وصفة طبية: