من منا لا يمر بأزمة عاطفية، على الأغلب جميعنا عاش هذه التجربة المريرة، والتي تترك آثاراً سلبية كبيرة في نفوسنا، قد تصل حد الاكتئاب لدى البعض، وغالباً تترك الصدمة النفسية والعاطفية شعوراً بالخذلان والمرارة، عدا كونها تعتبر سبباً كبيراً لدى الكثيرين لفقدان الثقة بالآخرين، وقد يجد البعض صعوبة كبيرة في التغلب على أزمته العاطفية، ويعتقد جازماً أنه لن يخرج منها أبداً.
حتى لو تعافيت تماماً من هذه الصدمة، فإنك لن تنسي الذكريات، وقد تحملينها معك ما تبقى من العمر، ولأن الحياة ستستمر سنضع لك بعض الخطوات التي يمكنها التخفيف عنك، ومساعدتك في الإسراع بالخروج من حالة الانعزال، وطي ما حدث لك خلف ظهرك، وعدم السماح له بالتمكن من مشاعرك كلياً:
ابحثي عن داعم حقيقي
يجب عليك تقبل الدعم الذي يقدمه الآخرون لك، وعليك البحث عنه وإيجاده، سواء كان ذلك من الأقارب أو الأصدقاء، وقد يكون من طبيبك النفسي، المهم هو تهيئة نفسك لتقبل هذا الدعم من أي شخص يقدمه لك بصدق، فعليك إدراك أن الآخرين قد يكونون قادرين على مساعدتك، وأنك على استعداد لتلقي المساعدة.
إياك والعزلة
تمالكي نفسك، واحذري أن تعزلي نفسك عن محيطك الخارجي، فالتواصل مفتاح للسعادة، يمنحك شعوراً بالألفة، فيما ستكون عواقب الانعزال وخيمة وسلبية، وربما تقودك إلى الاكتئاب، لذا أكثري من قضاء الوقت مع الأصدقاء والزملاء والأقارب والأحبة، وخففي من تلك الأوقات التي تقضينها منفردة مع نفسك.
مارسي الرياضة
للرياضة مفعول سحري كأنها دواء صنع خصيصاً لعلاج وتحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، كما أن التمارين التي تمارسينها ستزود جسمك بالمواد الكيميائية التي يحتاجها بشدة للشعور بالراحة مثل الإندورفين.
لست من محبي الرياضة؟ عليك إذاً إيجاد البديل بشكل مباشر، مارسي المشي أو ركوب الدراجة وحتى الرقص واليوغا، ومن المهم بذل مجهود بدني يخلصك من المزاج السيئ، الذي يلاحقك.
خصصي وقتاً لمشاعرك
حتماً لن تكوني قادرة على إخفاء جميع مشاعرك والتخلص منها دفعة واحدة، لذا من الضروري منح وقت لهذه المشاعر، قد تعبرين عنها بكتابة المذكرات، وحتى بالانخراط بلحظات بكاء وحزن، لا مشكلة في ذلك، المهم هو مواجهة هذه المشاعر واستيعابها والتعافي من المؤلم منها.
رفهي عن نفسك وراعيها
لنفسك حق عليك، لا تغفليه أبداً، امنحي نفسك حقها، وقومي بأعمال تشعرك بالرضا والراحة، ولا مانع من شرب فنجان من القهوة مع نفسك في أحد المقاهي، أو الذهاب إلى “الساونا” على سبيل المثال، أو إقامة جلسة استحمام طويلة بالمياه الدافئة.
المهم لا تغفلي نفسك، وكافئيها، خاصة في الفترة التي تلي صدمتك العاطفية.
الراحة مهمة
لا بد أن تجدي سبيلاً للراحة، خاصة إذا شعرت فعلاً بأنك متعبة أكثر من المعتاد، فالمشاعر استنزفت طاقتك التي أنت بأمس الحاجة إليها، لا تتذرعي بعدم الانعزال، فأنت الآن بوقت الراحة، اذهبي إليه فوراً، وخذي نفساً عميقاً، واطلبي راحة جسدك، فقد تصابين بالإرهاب إن لم تمارسي هذا الأمر.