بكل تأكيد، إن مطالعة كتب علم النفس والغوص في هذا العالم، لم يكونا يوماً حكراً على الأطباء والأخصائيين، فالثقافة حق للجميع، ولطالما جذبت الكتب المختصة بمجال علم النفس وتحليل الشخصيات والتصرفات، وذكر الأمراض النفسية وأعراضها وتأثيراتها الكثيرين حول العالم، وتصنف هذه الكتب دائماً بأنها من بين الأكثر مبيعاً.
إذا كنت من عشاق هذا العالم الصعب، وترغبين في الدخول إلى دهاليزه ومعرفة خباياه وأسراره، فدعينا نرشح لك خمسة كتب، ننصحك بقراءتها دون أن نقول إنها الأفضل، لكنها تحمل قيمة كبيرة وفائدة عظيمة:
“الأنا والهو”
من أشهر كتب طبيب الأعصاب (سيغموند فرويد)، الذي يعتبر مؤسس علم التحليل النفسي، ألّف فرويد هذا المرجع سنة 1923، وهو كتاب تحليلي يصف فيه المؤلف تأثير الرغبات الكامنة في اللاوعي على سلوك الأفراد.
وركز فرويد، في كتابه، على ربط الأنا كأنا مستقلة بالهو التي هي مجموعة الغرائز المختبئة بداخل كل إنسان، وقد وصف هذا الكتاب بالثورة الحقيقية في ذلك الزمن، خاصة أن فرويد كان أول من أسس علم النفس التحليلي، وأصرّ على إبراز أهمية التشخيص والكلام في الوصول بالمريض النفسي إلى برّ الأمان.
“رد الفعل المكيّف”
حاز كتاب عالم وظائف الأعضاء الروسي (إيفان بافلوف) جائزة “نوبل” في البحث العلمي، لأهمية محتواه، الذي يعتبر ثورة في مجاله.
وقد فسر الكتاب رد الفعل وعلاقته المباشرة بالفعل، كما يعد من أهم المراجع في علم النفس، التي على المهتمين والباحثين عدم الاستغناء عن قراءته بتمعن.
“نتملّك أو نكون”
جاء هذا الكتاب من تأليف عالم النفس والفيلسوف الإنساني الألماني الأميركي (أريك فروم)، ويعد “نمتلك أو نكون” من أهم ما كتب في مجال علم النفس التحليلي، وأحد المراجع الرئيسية في هذا العلم.
وقد أشار فيه المؤلف إلى نقطتين مهمتين، هما: كيف نستطيع أن نشعر بالراحة والطمأنينة؟ هل بتملك الأشياء أم بوجودنا الحقيقي والفعلي؟.. أما النقطة الثانية، فكانت مدى أهمية أن نشعر بالوجود وبالكينونة، حتى نقدر على الاستمتاع بالأشياء التي نمتلكها لا تمتلكنا.
“الطفولة والمجتمع”
من تأليف (إريك إريكسون)، وهو عالم نفس تطوري ومحلل نفسي دنماركي – ألماني – أميركي، معروف بنظريته في التطور الاجتماعي للإنسان، ويعد هذا الكتاب من أهم كتب علم نفس الطفل، وقد أشار فيه المؤلف إلى أهمية مرحلة الطفولة في تشكيل خصائص شخصية الفرد، ودور هذه المرحلة العمرية في تحديد سلامة الوضع النفسي من عدمه، إضافةً لتطرقه إلى دور المجتمع في انحراف الطفل أو نشأته سوياً.
“غير رأيك دائماً”
ألفه (ليون فاستينغر)، وهو عالم نفس اجتماعي، يعرف بأنه صاحب نظرية التنافر المعرفي، ونظرية المقارنة الاجتماعية، ومكتشف أهمية التقارب في تكوين العلاقات الاجتماعية.
ويعد هذا الكتاب أهم المراجع في علم النفس السلوكي للإنسان، بمعنى أهمية أن يتمتع الفرد بشخصية مستقلة، تمكنه من دراسة واختبار واتخاذ القرارات بنفسه دون تدخل العوامل الخارجية كالأسرة والمجتمع، وبالتالي إمكانية تغيير رأيه حسب رغبته وحسب حاجته لذلك ودون حرج. وقد أكد المؤلف أن من يحتفظ بنفس الرأي طويلاً، هو شخص غبي ومحدود التفكير وغير خاضع لمقولة التطور العقلي والفكري.