الشاعرة السورية- قمر صبري الجاسم:
على غفْلةٍ مِنْ ذراعَيكَ أغفو
و عِطرُكَ يحفظُ سرِّي
و أشربُ مِنْ خمرِ نومِكَ
يسْكرُ مِنْ دفءِ حلْمي
أدلِّلُ شَعري على راحَتيهِ
أمشِّطُ للعطرِ شِعري
لعطرِكَ سحرٌ يُناجي حناني
و يحملُني مثلَ دميةِ روحٍ
ليأخذَني حيثُ أنتَ ..
يحقِّقُ بعضَ الأماني
لهُ قبلةٌ تحفظُ الثغْرَ غيباً
و كلَّ تفاصيلِ شوقي
تُكسِّرُ برْدَ حدودِ الزمانِ
كأنَّ لعطرِكَ تجْربةً في الهوى
ألف ضمّهْ
لهُ باعُ حزنٍ طويلٍ
يُعاملُني كالمُعاني, برحْمهْ
يردُّ عليَّ إذا ما اتّصلتُ
و يرسلُ ردَّاً إذا ما كتبتُ
بمقدورِ عطرِكَ ألا ينامَ
إذا ما استطعتُ
و يمسحُ شوقي إذا ما بكيتُ
يُعاملُني مثل أوفى صديقْ
و يشعرُ بي إنْ شَعرتُ بضيقْ
يُسلِّمُ كلَّ انتظارٍ عليَّ
تفوحُ ابتسامتُهُ مِنْ يدَيَّ
يدوِّخُ قلبي إذا لي هَمَسْ
و يسلبُ روحي
إذا دقَّ للأمنياتِ الجَرَسْ
كأنّي بسجنِ انتظارِكَ أحبو
و عطرُكَ يكسِرُ ورْدَ الحَرسْ .
فمِنْ أيِّ ثوبٍ
تعلَّمَ عطرُكَ هذا الحنانْ ؟
و مِنْ أيِّ صدْرٍ
تفتَّحَ في قلبِهِ الأرجوانْ ؟
أراهُ , فأشعرُ أنّي أراكَ
أُقبِّلُهُ , أستَحي مِنْ شَذاكَ
لعطرِكَ هذا الذي بَلَّ ريقَ ثيابي
و أقسمتُ ألا أُغسِّلَها بالوداعْ ,
أُجدِّدُ عهْدَ الضياعْ .
تورَّدَ خدُّ ثيابي ,
بدا خصرُها واجماً
حين قبَّلْتَهُ في شفاهِ الذراعْ .
هنا ظلَّ عندي و أنتَ ذهبتَ
لروحٍ بعيدهْ ..
متى سوف تأتي
لتسقي بعطرِكَ
شَوقَ ثيابي الجديدهْ؟