بقلم الشاعرة السورية- نور موصلي:
إن سمع أحدُهم صوتَ ألعابه وحدَّثكم عن أسرارها، ضعوا في أذنيه قطناً وارفعوا صوتَ الحياة
إن أتاكم وبيده نجمة أطفئوها، أخبروه أنَّها حجرٌ لا أكثر.
إن ارتدى وشاحاً ووقف على حافة السَّطح ليطيرَ انزعوا أجنحته ومزِّقوا قصصَ الخيال التي بين يديه..
إن أطربتهم كلمات أغنية في عمر المراهقة وودُّوا أن يكتبوا مثلها رسائلَ لمن يحبُّون، أخبروهم أنَّ الأغنياتِ رسالاتٌ جاء بها الأنبياءُ وقد ولَّى عهد النبوَّة.
إن بلغ بهم العشق حدَّ الهذيان والنَّجوى، وراحوا يردِّدون كلاماً غير مفهوم، حوِّطوهم بالمعوَّذات واصطحبوهم إلى الشُّيوخ ليكتبوا لهم حجباً تفكُّ مسَّ الشَّيطان.
إن وصلتهم أخبارٌ تشي بأنَّكم شعراء كذِّبوا الأقاويل جميعها وازعموا أنَّكم موظفو الجمعيات الإنسانيَّة ترددون شعاراتها فحسب.
إن تزوَّجوا ثمَّ هربوا من بؤس الاعتياد إلى قصيدة حبٍّ متجدِّدة، اشتموا كاتبها واحلفوا لهم أنه (بيَّاع كلام).
إن هرموا ونبت الشَّيبُ في رؤوسهم قبل أن ينبتَ فيها بيتُ شعرٍ واحد أحرقوا قصائدَكم جميعها قرباناً للسَّماء التي أنجتهم من لعنتها، واجمعوا رمادها سماداً لتربة حدائقهم، و ازرعوا رؤوسكم في تلك الحدائق بعد أن تكتبوا لهم وصيَّتكم الأخيرة ( علِّموا أولادكم الشِّعرَ)، ثمَّ ناموا مطمئنين.