عادت جهة الدار البيضاء-سطات إلى البروز بشكل لافت، من خلال تجاوزها عتبة 4000 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، منذ انطلاقه بالمغرب في 2 مارس الماضي، ببلوغها 4039 مصاباً، لتواصل الجهة تصدرها لعدد الحالات بالمغرب، محققة نسبة 24.41% من مجموع الإصابات، التي وصلت إلى 16545 إلى حدود مساء أول أمس الخميس.
ومنذ قرار لجنة اليقظة والتتبع الوبائي برفع الحجر الصحي التدريجي في مرحلته الثانية؛ واصلت جهة الدار البيضاء تسجيلها للبؤر الصناعية المتمركزة في مدينة الدار البيضاء على الخصوص، ثم المحمدية والجديدة، مع تسجيل إصابات في صفوف المخالطين بمختلف أقاليم الجهة، وسط تعتيم إعلامي كبير، وسياسة غريبة تنتهجها المندوبية الجهوية للصحة في التواصل مع المواطنين والمهتمين، بتوقيفها نشر المعلومات المتعلقة بتطور الحالة الوبائية بالجهة منذ 6 يونيو المنصرم، التي طبعها التذبذب والتوقف والأخطاء بالجملة في تقدير الحالات ونسبها إلى أقاليم معينة، ثم إعادة تعديل المعلومة دون توضيح ذلك، وهو الوضع الذي أربك المهتمين، وهو ما يحيل إلى مشاكل كبيرة في ميدان التواصل تعيشها المديرية الجهوية التي ترأسها نبيلة الرميلي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، ما أثار سخطاً عارماً واستهجاناً من المهتمين، خصوصاً على صفحة المديرية الجهوية للصحة بالفضاء الأزرق “فيسبوك”.
وفوجئ المتتبعون للوضع الوبائي بالمغرب يوم الإثنين الماضي، بعد إعلان هند الزين، رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية بمديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، عن عدم تسجيل أي إصابة جديدة في جهة الدار البيضاء سطات خلال الـ24 ساعة السابقة، أثناء اللقاء الصحافي اليومي الذي تعقده الوزارة للإعلان عن مستجدات الحالة الوبائية بالمغرب، بعدما أعلنت تسجيل 191 إصابة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 15936 حالة، وهي المرة الأولى التي تخلو فيها مدينة الدار البيضاء من الإصابات المؤكدة طيلة يوم كامل.
وفي اليوم الموالي، رفعت بؤرة صناعية بالدار البيضاء أفزرت لوحدها 31 حالة إصابة من أصل 37، حصيلة الجهة إلى 3972، بعدما سجلت 5 حالات بالمحمدية، وحالة واحدة بالنواصر، ضمن 161 حالة جديدة بالمغرب ككل، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 16097 حالة بالمغرب، معلنا تخطي حاجز 15 ألف إصابة، فيما انخفض عدد الإصابات بالجهة يوم الأربعاء الماضي، بتسجيل 16 إصابة جديدة كلها ببؤرة الدار البيضاء، المحاطة بهالة كبيرة من السرية، وهو ما جعل حصيلة الجهة تبلغ 3988، وتشرف على 4000 حالة، مع الإشارة إلى أن وتيرة الحالات بالمغرب عرف استقراراً بتسجيله 165 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 16262 حالة خلال 24 ساعة، وهو الرقم التقريبي الذي صار يسجل في الأيام الأخيرة.
وشكل أول أمس الخميس عودة ارتفاع حصيلة الإصابات بالمغرب، حيث أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 283 حالة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 16545 حالة خلال 24 ساعة، كان نصيب جهة الدار البيضاء سطات منها 51 حالة، معلنة تسجيل 4039 حالة، رغم ظهور بؤر وبائية أفرزت مئات الحالات بكل من “لالة ميمونة” بالقنيطرة، ومعامل تصبير السمك بآسفي، ومعمل “رونو” لصناعة السيارات بطنجة، التي أعلنت حالة استنفار قصوى تجاهها واتخاذ تدابير العزل والحجر الصحي والمراقبة الصارمة للسيطرة على الوباء ومنع تفشيه؛ ورغم ذلك، ظلت جهة الدار البيضاء الجرح الكبير الذي يصعب رتقه في مواجهة كورونا، إذ سجلت العاصمة الاقتصادية وحدها 46 حالة، و3 حالات بمديونة، وحالة واحدة بالجديدة، وحالة واحدة ببرشيد.