من المعروف لدى الجميع أهمية النوم وما يقدمه من فوائد صحية للجسم، وقد حدد الخبراء أن ساعات النوم الكافية التي يحتاجها الجسم تقدر من 7 – 8 ساعات يومياً، وعليه فإن الحرمان من النوم يؤثر على صحة الجسم.
وقد أظهر تقرير نشرته مجلة “باسيون سانتي” الفرنسية أن دماغ الشخص الذي ينام 4 ساعات فقط يومياً يشيخ بمعدل 8 سنوات أكثر من دماغ الإنسان الذي يحصل على قسط كاف من النوم.
ووفق التقرير فإن الإنسان يمر في أثناء النوم بـ4 أو 5 دورات، مدة كل منها حوالي ساعة ونصف، وتتكون كل دورة من عدة مراحل.
تبدأ الدورة الأولى بمرحلة من النوم الخفيف تدوم حوالي 5 دقائق، ثم تنتقل الموجات الكهرومغناطيسية المنتظمة من أعماق الدماغ إلى القشرة الدماغية.
وتتوالى هذه الموجات كل بضع ثوان، إلى غاية الدخول في المرحلة الثانية، والتي تستغرق حوالي 50 دقيقة، وهي مهمة جداً لعملية الحفظ وتخزين المعلومات.
وخلال هذه المرحلة، يعالج الدماغ كل المعلومات التي جمعها خلال اليوم، ويتم تخزينها في الذاكرة، وفيها أيضاً يعيد الدماغ معالجة المعلومات التي تم تخزينها سابقاً ويتخذ قرارات بشأن الذكريات التي سيحتفظ بها أو تلك التي سيمحوها من الذاكرة.
وقد اتضح -من خلال الأبحاث العلمية- أنه كلما سارت عملية تخزين الذكريات خلال هذه المرحلة بشكل أفضل تمكّنتَ من إتقان المهام الجديدة التي تعلمتَها خلال ساعات اليقظة بالصورة المطلوبة، حتى إن بعض العلماء يعتقدون أن هناك صلة بين معدل الذكاء وقوة الموجات الكهرومغناطيسية خلال النوم.
وخلال المرحلتين الثالثة والرابعة، يدخل الإنسان في نوم عميق، وهي الفترة التي يتعافى فيها الجسم ويستعيد نشاطه بعد ساعات من الإجهاد المتراكم خلال النهار.
وخلال المرحلة الرابعة، تصبح الموجات الدماغية أشبه بموجات دماغ شخص مريض في غيبوبة، وتستمر هذه المرحلة حوالي نصف ساعة في حد أقصى.
وحسب الكاتبة، فإن المرحلة الأخيرة هي المعروفة بـ”النوم المتناقض” أو “نوم حركة العين السريعة”، وهي مرحلة مهمة لتحسين المزاج وتخزين الذكريات، ويحدث بعدها الاستيقاظ بشكل طبيعي.