“الاكتئاب غير المعالج” مرض شرس يلتهم الصحة النفسية والجسدية

متابعة- بتول ضوا

الاكتئاب أشهر الاضطرابات النفسية التي تواجه الأشخاص، وهي عبارة عن مشاعر حزن دفينة، تؤدي لعدم القدرة على السيطرة على الانفعالات وزيادة الغضب والتوتر المستمر.

وعلى الرغم من كل تلك الأعراض التي قد تتسبب في بعض الأحيان بوصول الشخص المكتئب لمرحلة الانتحار، إلا أنه من الاضطرابات التي تسهل علاجها، حيث نتهي الأعراض بعد خضوع المصاب به للعلاج النفسي والسلوكي والدوائي.

يعد الاكتئاب مرض شرس يلتهم صحة الإنسان النفسية والبدنية، ويستمر لأسابيع عدة أو شهور ويحدث للعديد من الأسباب ومن أبرزها ما يلي:

– الاختلالات الهرمونية التي تطرأ على البعض وخاصة السيدات في عمر الإنجاب وللمراهقين.

– العوامل الوراثية أحد أبرز عوامل الاكتئاب.

– التعرض لصدمة أو ضغط نفسي.

وتختلف قدرة البشرة في مواجهة الاكتئاب وفقاً للنوع والعمر والخلفية المعرفية والتكوين النفسي للشخص، وفي جميع الحالات يعد الاكتئاب مرض يحتاج لعلاج نفسي ودوائي.

وإهمال علاجه أو تركه دون تدخل طبي يطيل من مدته ويصعب من مرحلة العلاج ويتسبب في الكثير من الأضرار النفسية والجسدية للشخص، أبرزها:

– زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: فعند الإصابة بالاكتئاب ينتج الدماغ المزيد من الكورتيزول، وهو هرمون يتم إطلاقه عند مواجهة ضغوطًا عقلية أو جسدية.

وأثبتت الدراسات أن الإفراط في إنتاجه على المدى الطويل يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

– ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري: بسبب بزيادة الالتهاب في الجسم الناتج عن مستويات الكورتيزول الأعلى من الطبيعي وكذلك الصعوبة التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالاكتئاب الشديد في سلوكيات نمط الحياة الصحية مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي .

– هشاشة العظام: من الممكن أن يساهم الاكتئاب في تطوير كتلة عظام أقل عن طريق تقليل إعادة ترسيب الكالسيوم والمعادن الأخرى في العظام.

– الصداع النصفي: حيث يرتبط الاكتئاب بالمعاناة من الإصابة بالصداع النصفي نظراً لعدم قدرة الشخص على إنتاج السيروتونين والناقلات العصبية الأخرى.

بالإضافة إلى الآثار السلبية التي يمكن أن يسببها الاكتئاب غير المعالج على الصحة البدنية، يمكن أن يساهم نقص العلاج في عدد من المشكلات المعرفية والنفسية، بما في ذلك:

-مشاكل الذاكرة: يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل ثابت إلى إبطاء إنتاج الخلايا العصبية الجديدة وتقلص الخلايا العصبية الموجودة، مما قد يؤدي إلى تطور مشاكل الذاكرة .

– تعاطي المخدرات: يؤثر تعاطي المخدرات على حوالي 20٪ من الأشخاص المصابين بالاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى، إنه أكثر شيوعاً بين المراهقين والرجال ومتوسطي العمر المصابين بالاكتئاب.

– السلوكيات العدوانية والمخاطرة المتزايدة: وجدت الدراسات أن الرجال الذين يعانون من الاكتئاب غير المعالج هم أكثر عرضة لإظهار الغضب والسلوك العنيف والانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل القيادة السريعة

– الاكتئاب الذي يصعب علاجه أو المتكرر: عندما يُترك الاكتئاب دون علاج لفترة طويلة من الزمن، يمكن أن يعاني المريض من تفاقم الأعراض التي يصعب علاجها وتتطلب علاجاً أكثر كثافة.