أعراض تحدث عنها بعض المصابين بكوفيد-19 على مدى أسابيع، وربما أشهر بعد تشخيص إصابتهم ، وهي إعياء شديد، غثيان، ضيق بالصدر، نوبات صداع حاد، تشوش، والآم بالمفاصل.
وبعض المرضى تستمر معاناتهم مع أعراض المرض مدة 14 يوماً، بينما يحتاج البعض الآخر وقتاً أطول من أسبوعين للتعافي.
إحدى مريضات كوفيد-19 تذكر انها تتعرض لانتكاسة كل أسبوعين تقريباً ، تشعرخلالها بالإجهاد الشديد والغثيان، بجانب نوبات الصداع وآلام المفاصل، مما يضطرها لملازمة الفراش لأيام وشعورها بالإرهاق لمجرد مطاردة ابنتها الصغيرة خلال نزهة عائلية.
ومريضة أخرى تحدثت عن شعورها بأنها في أسوأ حالاتها بعد سبعة أسابيع من تشخيص الأطباء لإصابتها بفيروس كورونا المستجد في23 مارس/ آذار،لكنها كانت في حالة انهيار كامل خلال الأسبوع السادس، مبينةً أن حياتها لم تكن كالسابق لكنها فعلت ما بوسعها لتعود كما كانت.
يقول خبير الأوبئة الوراثية البروفيسور تيم سبيكتور وهو صاحب فكرة تطبيق يختص بدراسة أعراض كوفيد-19 Covid Symptom Study إنه تم تحميل معلومات من التطبيق لأكثر من ثلاثة ملايين مرة، ما يرجح أن “عددا كبيراً” من الأشخاص أبلغوا عن استمرار أعراض لنحو شهر كامل، بينما أبلغ واحد من بين 10 إلى 20 شخصاً عن استمرار الأعراض لفترات أطول من ذلك.
مضيفاً” نعرف الآن من خلال هؤلاء الذين يستخدمون التطبيق يومياً أن هناك نسبة لا بأس بها من الأشخاص تعاني من مشكلات صحية تستمر أكثر من المعتاد ولفترات تزيد عن شهر”.
الدكتور جاك سويت وهو طبيب بالعناية المركزة في نورفولك، واستمرت الأعراض لديه شخصياً لعدة أسابيع، وجه رسالةً مفتوحة للحكومة للمطالبة بإجراء المزيد من الأبحاث حول الأعراض طويلة المدى لفيروس كورونا المستجد، وكتب سويت في رسالته “هؤلاء المرضى قد يحتاجون دعماً مالياً، ويحتاج أصحاب العمل لبناء تصورات واقعية بشأن الفترة التي قد يحتاجها المرضى للتعافي”.
توثر التبعات طويلة الأجل أيضاً على هؤلاء الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة، كالالتهاب الرئوي الفيروسي بصوره المختلفة، وفقاً للدكتور مايكل هيد خبير الأوبئة بجامعة ساوثمامبتون، الذي يرى أنه في حالة كوفيد- 19 يصعب تحديد ما إذا كان عدد الأشخاص المتضررين في زيادة أو نقصان، نظراً لأن الدراسات الموجودة حالياً بشأن حالات أخرى لا تعطي نتائج حاسمة.
ويقول الدكتور هيد إن ما قد يجعل كوفيد-19 مختلفاً هو اتساع نطاق تبعاته الصحية طويلة الأمد. فالإرهاق وتشوش الذهن واستمرار فقدان حاستي التذوق والشم هي من بين الأعراض التي دفعت المرضى الذين طالت معاناتهم إلى أن يتساءلوا حول ما إذا كان الفيروس يهاجم الدماغ بالفعل.
وأضاف قائلا ” لا يُعرف بعد بشكل كامل كيف تحدث هذه الأعراض، وما إذا كان الفيروس – على سبيل المثال – يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي، أو ما إذا كان قادراً على اختراق الحاجز بين الدم والدماغ ليؤثر على الأخير بشكل مباشر، من الواضح جداً أن الفيروس يؤثر على أجزاء عدة في الجسم بخلاف الرئة”.
البروفيسور بول غارنر من كلية طب المناطق الاستوائية في ليفربول وهو خبير في الأوبئة عكف على دراسة رحلته الطويلة مع أعراض كوفيد-19 منذ بدء إصابته في 19 مارس آذار.
يصف غارنر حالته بأنها تشبه متلازمة الإجهاد المزمن ، ويقول إن بعض المرضى يعتقدون أن أعراضهم تعود لأسباب نفسية لأنهم لا يصدقون أنهم يشعرون بأعراض شديدة لهذه الدرجة طيلة هذا الوقت، ” يقولون لأنفسهم: لا يمكن أن يكون هذا شعوراً حقيقيا، إنه شعور غريب للغاية، لابد وأنه انهيار عصبي”.
ويضيف أنه تحدث لأطباء كانوا يعتقدون أنهم يعانون أنفسهم من انهيار عصبي، لكنها كانت في الواقع أعراض المرض.
ويقول البروفيسور غارنر إن الراحة التامة ضرورية من أجل التعافي في نهاية المطاف، لكن كثيرين غير قادرين على القيام بذلك، إما لأسباب مالية أو عائلية أو كليهما معاً، وعلى الناس أن يفكروا بذلك بشكل جيد.