أصدر مكتب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم توضيحاً حول دعوة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي لزيارة الكويت والذي جاء فيه مايلي:
لتوضيح ما يثار بشأن اللغط، وما تم تداوله بشأن دعوة معالي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم لرئيس البرلمان التونسي السيد راشد الغنوشي لزيارة الكويت، نود توضيح عدة نقاط منعاً للبس.
اولاً:
جرت العادة في الكثير من الاجتماعات التي تجمع رئيس مجلس الأمة برؤساء برلمانات العالم، أن يتلقى دعوات للزيارة وهو بدوره يوجه دعوات لزيارة الكويت و قد وجه معاليه دعوات بروتوكولية لكل رؤساء البرلمانات العربية الشقيقة دون استثناء على فترات و المعني بها الدول و الشعوب و البرلمانات و ليس الأشخاص، و لا يمكن أن تستثنى تونس أو أي دولة أخرى.
ثانياً:
دعوة رئيس البرلمان التونسي وغيره تمت خلال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في ٨ فبراير الماضي في العاصمة الأردنية عمان، و التي عقدت لمواجهة صفقة القرن، وتلقى رئيس مجلس الأمة الكويتي فيها دعوة من البرلمان التونسي في ذات الاجتماع، وبالفعل في يوم ٩ فبراير أرسل معاليه لرئيس برلمان تونس رسالة خطية بروتوكولية تتضمن الدعوة، أي أن الدعوة قبل موضوع كورونا و انتشاره، وربما التبس الأمر على البعض بسبب تأخر تسليم الدعوة للسيد الغنوشي من قبل سفيرنا في تونس، وربما هذا التأخير بسبب ظروف الإغلاق وحركة الطيران خلال الأشهر الأربع الماضية، وهو أمر يلتمس فيه معالي الرئيس العذر لسعادة السفير.
ونحن إذ نشير إلى هذا الأمر، نشير إليه فقط توضيحاً لمن انتقد موعد الزيارة التي بدت وكأنها دعوة جديدة، كذلك لا بد من التوضيح بأن الدعوة البروتوكولية لا تعني حدوث الزيارة فعلياً حيث أن إجراءات الزيارة الفعلية تتطلب اموراً كثيرة و هذا ما لم يشرع به مكتب الرئيس من الأساس.
ثالثاً:
أما بشأن توجهات السيد الغنوشي فهي لا تمثل توجهات رئيس مجلس الأمة، ونقول لا تمثله لسبب بسيط، فرئيس مجلس الأمة يوجه دعوة لرئيس أي برلمان بصفته وليس لشخصه أو توجهه السياسي، ويحكمه هنا معيار الصداقة والعلاقة مع الدولة المدعوة، فتونس مثلاً دولة عربية يهم البرلمان الكويتي توطيد العلاقة معها، وهذا ما حصل مع رئيس البرلمان التونسي السابق محمد الناصر الذي زار الكويت العام الماضي بناء على دعوة رسمية من الرئيس الغانم.
رابعاً:
من زار الكويت في السابق هم جملة من رؤساء البرلمانات من مختلف التوجهات اليمينية واليسارية واللبرالية والمحافظة وغيرها من ألوان الطيف السياسي، وليس من الحصافة أو النضج أن يقتصر رئيس مجلس الأمة في دعواته لرؤساء البرلمانات على هوية توجهاتهم السياسية وما يروق له منها، فالرئيس الغانم رئيس برلمان يمثل كل الكويتيين وليس توجهاً سياسياً معيناً، ومع ذلك نؤكد بأن الدعوة المذكورة هي دعوة أولية بروتوكولية تمت في حينها، ولا مجال حالياً أو في المستقبل المنظور تفعيلها وتلبيتها.
خامساً:
يحدث كثيراً أن تتم دعوة رؤساء برلمانات دول لديهم أراء ومواقف سياسية يختلف رئيس مجلس الأمة معها،، بل يرفضها رفضاً مبدئياً، ودور الرئيس يكون في مناقشة تلك المواقف وتوضيح موقف الكويت ومحاولة فتح نقاشات جدية تجاه مختلف القضايا محل الخلاف.
سادساً:
أما بشأن موقف السيد الغنوشي من الغزو العراقي الغاشم، وغيره الكثير من الأحزاب الإسلامية واليسارية والقومية إضافة إلى الكثير من الأنظمة العربية آنذاك، فهو موقف مرفوض ومستنكر من كل الكويتيين، ولا مجال للمزايدة فيه، لكن علينا فقط أن نستذكر أن القيادة السياسية الكويتية الحالية والسابقة دعت الكثير من رؤساء الدول التي وقفت موقفاً سلبياً من الحق الكويتي، وهذا لا يعني أن القيادة السياسية نست مواقف تلك القيادات والدول، لكننا نضعها في باب المصلحة السياسية والحيوية الاستراتيجية، و لو كانت القيادة السياسية تريد الوقوف عند عام ١٩٩٠ لكانت الكويت لديها علاقات فقط مع ١٢ دولة عربية، فهناك قضايا مستجدة وملفات متسارعة تستوجب التنسيق والتحاور مع مختلف الدول ( نقول الدول وليس الأشخاص) خاصة على القضايا العربية والإسلامية التي تتطلب تعاوناً وتنسيقاً عالياً.
سابعاً:
تكرر مراراً أن يدعو رئيس مجلس الأمة أو يلتقي برؤساء برلمانات لديه اختلافات جوهرية معهم، ولديهم في الماضي مواقف لا يتفق الرئيس الغانم كرئيس برلمان كويتي معها بتاتاً، ومنها مثلاً ما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني والقدس الشريف أو قضايا الأقليات المسلمة او لديهم خلافات وعداءات مع دول شقيقة للكويت، لكن هذا لم يمنع معاليه من الالتقاء بهم وتوضيح وجهة نظر الكويت، فالرئيس من ناحية المبدأ لا يلتقي فقط بمن يتفق معهم، بل يلتقي مراراً وتكراراً بهؤلاء الذين يختلف معهم، هذا هو جوهر العمل السياسي، أن تضع مصلحة الكويت ومصالح الأمة نصب عينيك وانت تتحرك.
ثامناً واخيراً:
بما أن الدعوة المذكورة قديمة ويرجع تاريخها إلى فبراير الماضي، فإنه من نافل القول التأكيد على أن الفترة الحالية والمستقبل المنظور ليست فترة مناسبة لاستقبال أي مسؤول، إضافة إلى أن الدعوات البروتوكولية الأولية دائماً تخضع لمراجعات تتعلق بالتوقيت والظرف المناسب والسياقات السياسية وغيرها من أمور و اعتبارات و مراجعات.
هذا فقط للتوضيح ولرفع اللبس عن الموضوع لمن سأل صادقاً عن ملابسات الأمر، أما المزايدون والمتصيدون فأمرهم لا يعني رئيس مجلس الأمة، والله أعلم بالنوايا والمقاصد.