فوجئ المراقبون السياسيون بحركة دبلوماسية جديدة لوزير الخارجية الأردني، يتحدث خلالها عن اتفاق مع الصين على رفض مشروع الضم.
وحدث ذلك على هامش رئاسة الصفدي ونظيره الصيني لإحدى فعاليات منتدى التعاون العربي الصيني، حيث أكد الوزيران وحسب بيان تصريح أردني، على استمرار العمل والتشاور في سبيل تجاوز مشكلات الإقليم.
حيث تحدث وزير خارجية الأردن مجدداً عن اتفاق مع الصين والمجتمع الدولي على إقامة دولة فلسطينية حرة عاصمتها القدس، ومفردة حرة هنا وردت في تصريح جديد لوزير الخارجية غابت عنه العبارة الكلاسيكية والتي تقول دولة فلسطينية ممتدة جغرافيا وذات سيادة.
وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة فهذا الاجتزاء في المفردات في بيانات الوزير الأردني تكتيك تدريجي ضمن المحاولة النشطة من عمان لبناء توافقات مع المجتمع الدولي وأطراف لاعبة وأساسية في العالم والإقليم بهدف تقليل حدة مشروع الضم الإسرائيلي وسقفه الزمني.
ولا يوجد حتى اللحظة إفصاحات في الجانب الأردني على الأقل تشرح ما الذي يجري خلف الستارة، والشكوك تزيد بأن تظهر دولة كبرى مثل الصين حراكاً متقدما للتضامن مع الموقف الأردني والفلسطيني، خصوصاً في ظل الأزمة المثارة بعنوان تخلص الحكومة الأردنية من مشروع ضخم لإنتاج الطاقة كلفته تتجاوز ملياري دولار حظي ولأول مرة في تاريخ العلاقات مع الصين بغطاء تمويلي صيني.
ومشروع الطاقة ذلك الموصوف باسم مشروع العطارات كان مثار خلاف مع الممولين الصينيين طوال الأسبوعيين الماضيين، والانطباع في عمان أن الحكومة الأردنية تسعى للتخلص من هذا المشروع بسبب ضغط أمريكي وإسرائيلي لصالح اتفاقية الغاز.
وبالتالي يصبح السؤال مشروعاً عن إنتاجية وجدوى إعلان حاسم من قبل الوزير الصفدي بخصوص الاتفاق مع الصين على رفض مشروع مخطط الضم.
ولكنه بنفس الوقت إعلان دبلوماسي يوحي ضمناً بأن عمان وفي حال الإصرار على مشروع الضم الذي يهدد مصالحها، يمكن أن تلجأ إلى التنويع في مصادر الاتصالات السياسية مثل روسيا والصين، ولاحقاً يمكن أن تتقارب مع النظام السوري وفقا لدعوة عشرات النشطاء والسياسيين تجددت بضغط مؤخراً، وخصوصاً بعد مجاملة غير مفهومة لعمان أطلقها وليد المعلم.
وتصر أوساط برلمانية أردنية على أن التنويع مطلوب لكن بخطوات حذرة، وإن كان الحديث عن اتفاق مع الصين في مواجهة مشروع أمريكي إسرائيلي كبير مثل الضم يوحي باستعداد عمان ضمنياً للابتعاد مسافة أكبر وأكثر قليلاً عن العباءة الأمريكية، فمن المبكر القول بأن ذلك قد يحصل قريباً أو دفعة واحدة وإن كان يعكس العمل مع دول مثل الصين دبلوماسياً على الأقل.
والبوصلة الدبلوماسية الأردنية التي ضعفت عناصر اشتباكها مؤخراً، حيث اتصالات مقطوعة تماماً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتأثيرات شبه منعدمة مع الطاقم الذي يدير الأمور حالياً بالبيت الأبيض، ويفسر ذلك حاجة الوزير الصفدي لعبارة مثل اتفقنا مع الصين ولبنان والعراق.