وضعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامّة، منذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاثين عاماً، نُصب عينيها الحفاظ على المحتوى الفكريّ العربيّ والإسلاميّ بمختلف عناصره ومصادره الثقافيّة، وزيادة هذا المحتوى بما يتلاءم ومتطلبات المسؤوليّة الثقافيّة التي تقوم بها، وبما يتناسب وتحوّلات البنية المعرفيّة العالميّة التي تستدعي زيادة المحتوى الفكريّ التقنيّ رقميّاً، وحضور هذا المحتوى لمن يطلبه من الباحثين والمعنيّين والدارسين حول العالم.
وجاءت ضمن قائمة أهداف المكتبة التي أُفتتحت في فبراير 1987، توفير جميع أوعية الإنتاج الفكريّ وتنظيمها من كتبٍ ودوريّات، ومواد سمعيّة وبصريّة، ومخطوطات في مجالات المعرفة المختلفة، ونشر المعرفة والثقافة والعلوم والاهتمام بالتراث العربيّ والإسلامي والإسهام في إحيائه وتجديده، وتوفير الخدمات المكتبيّة والترجمة والنشر العلميّ في مجالات العلوم العربيّة والإسلاميّة بما يحقِّق تطوير البحث العلميّ بالمملكة، وبناء الإنتاج الفكريّ العربيّ وتوثيقه.
وتعمل المكتبة على نشر المعرفة والثقافة في المجتمع السعوديّ، مع التركيز على التراث الإسلاميّ والعربيّ وتاريخ المملكة ومؤسّسها الملك عبد العزيز، وتعدُّ المكتبة في الوقت الراهن بنيةً مكتملة الأركان من التجهيزات المتطوّرة والنُّظم الحديثة وأوعية المعلومات المتنوعة لتيسير وصول الباحثين والدراسين إلى كنوز المعرفة العربيّة والأجنبيّة.
وتضمُّ المكتبة بمختلف فروعها أكثر من 3 ملايين مادة معرفيّة متنوعة ما بين الكتب والنوادر والوثائق والمخطوطات والخرائط والصّور النَّادرة، وتقوم بوضع قواعد معلوماتيّة رقميّة صلبة على الشبكة العنكبوتيّة عبر مشروع الفهرس العربيّ، الذي أطلقته لخدمة المكتبات والثقافة العربيّة والإسلاميّة، والذي شكَّل منذ تأسيسه نقلةً نوعيّة في تاريخ العمل العربيّ والثقافي المشترك وأسهم في جمع المحتوى الثقافي لأبناء الأمة، بحيث أصبح في مقدورهم الوصول إلى أمهات الكتب وجميع مصادر المعلومات في جميع المجالات بيُسرٍ وسهولة، ومن خلاله أُنشئت بوّاباتٌ رقميّة لمجموعةٍ من مكتبات العالم العربيّ.