قامت هيئة علماء المسلمين بالعراق اليوم الأحد بإصدار بياناً بشأن استعادة رفات شهداء المقاومة الجزائرية من فرنسا بعد 171 عاماً.
وعظّمت الهيئة في بيانها على الشعب الجزائري المعروف بتضحياته الكبيرة وأعداد شهدائه العظيمة، حيث جاء في البيان: “الشعب الجزائري يعيد لهذه المعاني قيمتها ولروح المصابرة والمطاولة عنفوانها، عندما استعاد بعد مفاوضات دامت عدة سنوات رفات 24 بطلاً من قادة الثورات الجزائرية ومجاهديها ضد الاحتلال الفرنسي، من مجموع 500 رفات، منها 36 جمجمة لقادة المقاومة الجزائرية، الذين استشهدوا خلال مقاومتهم الاحتلال الفرنسي”.
ولفت البيان إلى أن الاحتلال احتفظ بهذه الجماجم في متحف الإنسان في باريس طوال 171 سنة، بعد أن قتلتهم قوات الاحتلال الفرنسي وقطعت رؤوسهم في عام 1849، في ظل حقبة احتلال مرير وتاريخ أسود ارتكب فيه الاحتلال أبشع الجرائم ضد الشعب الجزائري، واستكملها بالتنكيل والتمثيل بأجساد الشهداء وعدم دفنهم، ونقل جماجمهم عبر البحار وعرضها في المتاحف.
وأوضحت هيئة علماء المسلمين أن ثقافة الكراهية التي أسفرت عن هذه الجرائم والأفعال الفظيعة وغيرها مما يندى لها جبين الزمان، مازال الغرب يحتفي بها وبأدبياتها، والكتاب والمفكرون المدافعون عنها يحظون بالاحترام والتكريم، مازالت حملاتهم الترهيبية من الإسلام والعرب تتخذ طريقها بقوة في ظل ظاهرة “الإسلاموفوبيا المقيتة”، في الوقت نفسه الذي تتخذ فيه المتاحف الفرنسية من جماجم قادة ومجاهدي بلاد عربية ومسلمة مناظر للاستمتاع والفرجة.
وبعثت الهيئة تحياتها من العراق الذي يعيش شعبه مثيلاً لهذه الجرائم منذ غزوه واحتلاله عام 2003، للشعب الجزائري المسلم وثوراته المجيدة وتضحياته المستمرة وهو يعيش فرحة وعرس “عودة الشهداء”.