قال دبلوماسي أمريكي رفيع حول موقف واشنطن من قطبي الخلاف المتصاعد في ليبيا بين أنقرة وباريس، الذي وصل حدّ التصعيد على المستوى العسكري بتعليق الأخيرة مشاركتها بعملية الناتو في البحر المتوسط.
وقال المسؤول الأمريكي ذو الخبرة الطويلة بملف الدول الأعضاء في حلف الناتو، إنه على الرغم من التحفظ الأمريكي المحدود على اندفاع تركيا في الساحتين الليبية والسورية، فإن صورتها لدى الحكومة الأميركية ماتزال أقوى من فرنسا المهزوزة سياسياً واستراتيجياً، وهي أكثر فائدة للناتو.
وتوسّع الدبلوماسي في تشخيصه لانعكاسات السياسات الفرنسية الخارجية في ليبيا على السياسة الأميركية الحذِرة، قائلاً إن تحالف باريس الأخير مع موسكو بشأن الأزمة الليبية أمر غير مُبرر ولن يتم السكوت عنه، في إشارة إلى أن واشنطن ربما تستعد لاتخاذ موقف تجاه هذا التحالف.
وحول الجبهة التركية اليونانية، رأى المسؤول الأمريكي إنه لا نهاية قريبة لهذا الخلاف التاريخي، لكن الأخيرة تُدرك حدودها وإمكاناتها، فيما تعلم أنقرة أنها غير معنية بأكثر من معركة إعلامية لن تتطور لصدام معها بأي حال، حسب وصفه.
وأفصح الدبلوماسي عن رؤيته لأبعاد الخلافات الدولية حول ليبيا حتى بعد استقرارها، لافتاً إلى أن الأتراك سيصطدمون بمنافس جديد وهو “صديقة اليوم” إيطاليا، كون الطرفين معروفين بأنهما “تجار ومحاربون” قدامى في المتوسط، وستظهر خلافاتهما حول تقاسم الكعكة الليبية إلى العلن بعد انتهاء الأزمة.