قصدَ رقمنة الإبداعات الفنية المغربية والغنى الثقافي للمملكة لتعود إلى الجمهور في المتاحف والعروض الفنية عن بعد، جمعت اتفاقية شراكة المؤسّسة الوطنية للمتاحف ووزارة الثقافة والشّباب والرياضة والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية.
ويأتي هذا بعدما أعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة في يونيو الماضي “إقامة شراكة وطيدة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف” في مجموعة من المجالات، من بينها “وضع الماسح الضوئي عالي الدقة المتوفر لدى المكتبة الوطنية للمملكة المغربية رهن إشارة المؤسسة الوطنية للمتاحف، من أجل مساعدتها على تسريع رقمنة المجموعات الفنية المتوفرة لديها”.
ويذكر بلاغ للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية أنّه “بمبادرة من عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشّباب والرياضة، وفي إطار الدينامية التي أطلقتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية طيلة فترة الحَجر الصّحّيّ، التي همّت وضع تصوّر عامّ لتحديث ورقمنة الخدمات، كرقمنة المخطوطات المغربية والكتب النّادرة والمجلّات والجرائد المغربية وغيرها”، وقّع محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، اتفاقية شراكة مع مهدي قطبي، رئيس المؤسّسة الوطنيّة للمتاحِف، بحضور الوزير الوصيّ، والكاتب العامّ للوزارة، ومدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، ومدير مديرية الفنون بقطاع الثقافة، وبعض أطر المؤسَّسَتَين.
وهمّت هذه الاتفاقية، وفق بلاغ المكتبة الوطنية، “تسريع وتيرة رقمنة المجموعات الفنية التي أبدَعَها الفنّانون المغاربة”، وسيتمكّن بموجِبها “الفنّانون المغاربة من الاستفادة من معدّات المسح الضّوئي عالية الدّقّة”.
كما يقول بلاغ مشترك لوزارة الثقافة والشباب والرياضة والمؤسسة الوطنية للمتاحف إنّ الوزير عثمان الفردوس، ورئيس المؤسسة المهدي قطبي، قد ترأّسا، الأربعاء، حفل توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون، تعمّق الشراكة في ثلاثة مناحي، من بينها رقمنة الأعمال الفنية.
وتهمّ الاتفاقيات الموقعة، أيضاً، التعاون من أجل عرض ومشاركة ما يقرب من مائة عمل فني لمبدعين مغاربة، من المجموعات غير المعروضة في قطاع الثقافة بالوزارة الوصية، في إطار تصوّر لتقريبها من “الجمهور الواسع في مختلف المعارض المبرمجَة بالمملكة، والعالَم”.
ومن بين الاتفاقيات الموقّعة أيضاً ما يهمّ المساهمة التّضامنيّة لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، التي تصل إلى مليوني درهم، في برنامج لـ”اقتناء أعمال الفنانين المحترِفين المغاربة المقيمين بالبلاد، لإغناء مجموعة المؤسّسة الوطنية للمتاحف”، والإسهام في “تخفيف النتائج السّلبيّة للأزمة الرّاهنة” على الفنّانين.
كما وقّعت المؤسسة الوطنية للمتاحف، حَسَبَ البلاغ نفسه، شراكة مع محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تقصد الإسهام في رقمنة مجموعاتها، بوضع ماسح ضوئي عالي الدقة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية في خدمَتِها.
ويقول مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، إنّ هذه الاتفاقيات الموقّعة أتت بعد زيارة لوزير الثقافة والشباب والرياضة إلى المؤسسة الوطنية للمتاحف”، مردفا: “تمّ فيها النقاش حول المجال الذي يمكننا فيه تعميق شراكتنا، واقترَحَ مجموعة من المجالات، معبّراً عن استعداده لمساعدتنا، ومرافقتنا في رقمنة إرث المتاحف عن طريق توفير المكتبة الوطنية ماسحاً ضوئياً يمكن استعماله”.
ويضيف قطبي في تصريح له : “الرقمنة مسألة أساسية في عصرنا”، مقدّماً مثالاً بما لاقته معارض المؤسسة المرقمنة سابقاً، التي أتيح الولوج إليها خلال فترة الجائحة، من “نجاح في العالَم بأكمله، لا في المغرب فقط”، وهو ما تحدّثت عنه “الصّحف الأمريكية، واليونسكو”.
ويزيد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف: “لهذا وقّعنا اتفاقية لتكوين موظَّفينا في استعمال هذا الماسح الضّوئي”، ثم استرسل معبِّراً عن بهجته بـ”لقاء وزير يمكن أن نتعاون معه يداً في يد من أجل نشر الثقافة في المغرب”، وهو “ما يحدث لأوّل مرة”، وفق تعبيره.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ المؤسسة الوطنية للمتاحف أسِّسَت سنة 2011، لـ”تثمين التراث المتحفي الوطني، عبر تقوية الحكامة المتحفية للبلد”؛ كما يشار إلى أنّ الوزير عثمان الفردوس خلف الوزير الحسن عبيابة على رأس وزارة الثقافة والشباب والرياضة، بعدما رحل قبل شهرين بقرار ملكيّ في بداية أزمة جائحة “كورونا”.