أكد أعضاء من اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا بوزارة الصحة خلال ندوة صحفية اليوم الخميس بتونس على ضرورة التقيد باحترام إجراءات الحجر الصحي الذاتي واحترام تدابير الوقاية الصحية لمنع انتشار فيروس كورونا عقب فتح المعابر الحدودية يوم 27 جوان الجاري.
ونوه عضو اللجنة العلمية حبيب غديرة على هامش الندوة الصحفية التي نظمتها الجمعية التونسية للنهوض بالصحة عدم وجود أي تفش حالياً للفيروس في تونس، مقراً في المقابل بوجود نوع من الارتخاء والاستهتار لدى التونسيين في التقيد بالبروتوكولات الصحية للتوقي من الفيروس في ظل الحديث عن تحقيق نجاحات في السيطرة عليه.
ودعا في تصريح له إلى ضرورة مواصلة حملات التحسيس بمخاطر انتشار الفيروس عقب فتح المعابر الحدودية من أجل تحفيز التونسيين على التوقي وتغيير سلوكهم في اتجاه مزيد من احترام تدابير الوقاية الصحية وارتداء الكمامات والمحافظة على التباعد الجسدي والنظافة.
ولفت إلى أن فيروس كورونا مازال يفاجئ العلماء بأعراض وآثار جديدة عطلت الخبراء في التوصل إلى لقاح ضده، داعياً إلى ضرورة التعايش مع الفيروس الذي قال أنه “سيبقى منتشراً لفترات طويلة، وهو ما يجعل إمكانية العودة إلى إجراءات الحجر الشامل أو غلق الحدود أمراً وارداً وسيكون كارثياً على الاقتصاد”.
أما حول ما يدور من حديث عن عودة موجة ثانية للفيروس توقع غديرة أن ينخفض مستوى انتشار الفيروس في الفترة الصيفية على أن يعود مجدداً في الظهور في فصل الشتاء بين شهري ديسمبر وجانفي القادمين في ظل وقوع موجات من الفيروسات التنفسية المعدية بحكم تعايش الناس بأماكن مغلقة خلال الشتاء.
ودعا أيضاً رئيس لجنة الحجر الصحي بوزارة الصحة محمد الرابحي إلى أهمية تقيد المواطنين والوافدين إلى تونس ببروتوكولات السفر وإجراءات الحجر الصحي الذاتي والتباعد الجسدي للوقاية من انتشار الفيروس على المستوى المحلي خاصة مع تسجيل عدة إصابات وافدة خلال الفترة الأخيرة.
وعبر عن أسفه حول بعض الإخلالات التي تم تسجيلها عقب فتح المعابر على غرار عدم تقيد بعض الوافدين بشروط السفر كالقيام بالحجز في الفنادق أو الاستظهار بتحاليل سلبية، ما جعل وزارة الصحة تتدخل لتسوية وضعية مجموعات من الوافدين حالة بحالة على مستوى الحجز الفندقي والنقل والتحاليل المخبرية.
وقال عن تسجيل بعض التجاوزات كمحاولة هروب بعض الأشخاص من الحجر الصحي، إن وزارة الصحة بصدد تسجيل إصابات وافدة من مناطق ما تزال تشهد انتشاراً للفيروس وهو ما يشكل خطراً في عودة انتشار العدوى محلياً إذا لم يقع احترام التدابير الوقائية.
وأكد أن استهتار البعض بالتقيد بإجراءات الوقاية والبروتوكولات الصحية سيزيد من تعقيد عملية التقصي النشيط للفيروس، مشيرا إلى أن عملية التقصي تتطلب القيام بمئات التحاليل المخبرية للمخالطين لكل شخص حامل للفيروس وهو ما يضعف من طاقة استيعاب المخابر المرجعية.
أما رئيس الجمعية التونسية للنهوض بالصحة كريم عبد الواحد فقد أكد وجود حالة من الارتخاء لدى التونسيين في ظل حديث البعض عن الانتصار والسيطرة على الفيروس، داعيا السلطات إلى ضبط استراتيجية ملموسة وواقعية للتصدي الى إمكانية وقوع موجة جديدة، وأضاف قائلاً “نحن نلاحظ تسجيل استهتار كبير في التقيد بإجراءات الوقاية الصحية وبالتالي نتساءل هل نحن في طور التحضير لخطة جديدة لمواجهة موجة ثانية من الفيروس”، داعياً إلى التخلي عما اعتبره “نرجسية” من خلال اعلان الانتصار على الفيروس والاستعداد لتحضير استراتيجية للتصدي لموجة ثانية.