يخاف المرضى من الألم والتخدير المصاحبين لمنظار القولون، حيث أن عدداً قليلاً فقط من الأطباء يخضعون لتدريب مكثف لتعلم كيفية التعامل بصورة صحيحة مع أنظمة تنظير القولون المعقدة.
تمكن فريق بحثي بقيادة باحثين في جامعة ”فاندربيلت“ الأمريكية، من تطوير منظار داخلي مرن ومغناطيسي، أطلقوا عليه اسم MFE، حيث يعمل شبه مستقل لإجراء اختبار تنظير فحص القولون الأكثر أماناً والأقل إيلاماً.
وقال الفريق البحثي: ”على الرغم من إجراء عشرات الملايين من الأشخاص سنوياً لعمليات تنظير القولون في أوروبا وأمريكا، ونجاح هذا الإجراء الموثق جيداً في الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، والتهاب القولون ومرض كرون، إلا أن هذا الإجراء المعقد وغير المريح لم يتطور كثيراً منذ أكثر من 50 عاماً“.
ولحل ذلك قضى الباحثون كيث أوبستين، الأستاذ المساعد في الطب والهندسة الحيوية بجامعة فاندربيلت، وبيترو فالداستري، الأستاذ المساعد السابق في الهندسة الحيوية بجامعة فاندربيلت، والأستاذ الكرسي الحالي في قسم الروبوتات والأنظمة الذاتية القيادة بجامعة ليدز البريطانية، أكثر من عقد من الزمن، مع العديد من الخريجين والباحثين ما بعد الدكتوراه في تطوير نظام المنظار الجديد لفحص القولون MFE.
وقرر الباحثون أن أفضل طريقة لإعادة تصميم النظام التقليدي لتنظير القولون، هي إنشاء آلية تسحب بدلاً من أن تدفع المنظار إلى الموقع المستهدف باستخدام المغناطيس.
من جانبه قال أوبستين إنه ”عن طريق إضافة مغناطيس داخلي في الواجهة الأمامية لجهاز المنظار، حيث إن موقع الكاميرا والقنوات العلاجية والمغناطيس معلقة مع ذراع آلي خارج الجسم، يمكن التلاعب بالمنظار بدقة 5 ملمتر و6 درجات في الوقت الحقيقي“.
وأكد الباحثون، بعد سلسلة من التجارب النظرية، التي تم إجراء جزء كبير منها في معهد جامعة فاندربيلت للجراحة والهندسة الطبية VISE، أن كلاً من المشغلين المبتدئين وذوي الخبرة يمكنهم في المستقبل إجراء تنظير القولون باستخدام النظام الجديد الذي يعمل شبه مستقل في التنقل، كما ويتيح لكل من المشغّل والعمليات الآلية العمل معاً بكفاءة.
ويرى الباحثون أن هذا العمل يفتح إمكانيات جديدة للوصول للإجراءات الطبية المعقدة، بعد تنظير القولون.