بالرغم من وجود أكثر من 197 دولة مستقلة في العالم، إلا أنه من النادر أن تجد علم لأي دولة باللون الأرجواني فلا توجد حضارة أو مملكة أو إمبراطورية في التاريخ من كان لها أن تستخدم تدرجاً أرجوانياً في رموز الدولة، فما السبب وراء هذا التمييز اللوني؟
الحقيقة هي أنه حتى القرن التاسع عشر ، كانت الصبغة البنفسجية باهظة الثمن، وقد كانت تكلف الملابس الأرجوانية أموالاً طائلة ومتاحة فقط للعائلات المالكة، بالإضافة إلى أن معظم البلدان بدأت الأعلام في الظهور لها في العصور ما قبل القرن التاسع عشر.
أما سبب كون هذه الصبغة باهظة الثمن هو لأنه للحصول على اللون البنفسجي من صبغة أرجوانية، يتم استخراج اللون الأرجواني من الرخويات البحرية النادرة من عائلة الفقريات، كانت المشكلة أن العملية كانت متعبه، كما أن هذه الحيوانات تعيش فقط قبالة ساحل لبنان الحديث.
ولصنع 70 جراماً من الصبغة، كان مطلوباً التقاط 10 آلاف من الرخويات.
فعلى سبيل المثال لرسم 1 كجم يحتاج القماش إلى 200 جرام من صبغة أرجوانية عضوية، مما يعني أنه يجب صيد أكثر من 30 ألف حيوان بحري ومعالجته.
لذلك كان القماش الأرجواني باهظ الثمن وحكراً على الأباطرة الرومان
ويعتقد أن سر صنع اللون الأرجواني قد اخترعه الفينيقيون، في العصور القديمة والوسطى، وكانت المراكز الرئيسية لتصنيع اللون الأرجواني مدينتان لبنانيتان، صور وصيدا، وأنه أعلى جودة أرجوانية من صور.
ولكن تغير كل شيء في عام 1856، عندما تمكن الكيميائي ويليام هنري بيركين البالغ من العمر 18 عاماً من إنتاج اللون الارجواني صناعياً.
فقام بإقناع رجل الأعمال عائلته بالبدء في إنتاج وبيع الطلاء الأرجواني وبذلك أصبح ثرياً بشكل لا يصدق، بحلول نهاية القرن التاسع عشر، أصبح اللون الأرجواني بعد ذلك شائعاً ورخيصاً.
أما في يومنا هذا فإن العلم الوطني لجمهورية الدومينيكان هو العلم الوحيد الذي لديه اللون الأرجواني وذلك بعدما تم الحصول على هذه الصبغة.