منذ الأزل وعقدة الأطفال والخوف من المهرجين موجودة وإلى الأن، ومع ذلك لا يوجد تفسير منطقي لسبب ذلك الخوف.
ولكن كشفت دراسة أجريت في عام 2008 في إنجلترا، أن عدداً قليلاً جداً من الأطفال يحبون المهرجين، بل خلصت إلى أن التقليد الشائع بشأن تزيين أجنحة الأطفال في المستشفيات بصور المهرجين، قد تخلق تأثيراً عكسياً تماماً، وهو ما يفسر سبب كره العديد من الناس لشخصية المهرج “رونالد ماكدونالد”، الذي يعد أحد رموز سلسلة المطاعم العالمية.
وكشفت دراسة جديدة نشرت في عام 2016، ما يمكن أن يساعد في تفسير ظاهرة الخوف من المهرجين المثيرة للاهتمام، والتي تعد أول دراسة تجريبية عن الخوف.
حيث قام معدو الدراسة بتوظيف ألف و341 متطوعاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و77 عاماً، لملأ استطلاع رأي عبر الإنترنت، مكون من 4 أقسام.
القسم الأول يتناول تقييمهم لـ44 سلوكاً مختلفاً، قد يقوم به “الشخص المخيف”، مثل اتصال غير مريح بواسطة العين، أو خصائص جسدية مثل رسم وشوم.
أما القسم الثاني فيتناول تقييم درجة الخوف في 21 مهنة مختلفة.
في حين يطلب القسم الثالث من المشاركين ذكر هوايتين يروهما مخيفتان.
أما القسم الرابع والأخير فيطلب من المشاركين التعبير عن درجة اتفاقهم مع 15 تصريح حول طبيعة الأشخاص المخيفين.
وكشفت إجابات المتطوعين في استطلاع الرأي، أنهم وافقوا بالإجماع على أن أكثر مهنة مخيفة في رأيهم هي “المهرجين”، واعتبروا أن الأشخاص الأكثر تخويفاً بالنسبة لهم كانوا ذكوراً وليس إناثاً، وأن الاتصال غير المريح بواسطة العين والسلوكيات غير اللفظية احتلت مساحة كبيرة من إجاباتهم في مسألة الخوف.
وخلصت الدراسة إلى أن الخوف ينشأ في المقام الأول من غموض التهديد، وأن القشعريرة تسري في جسدنا عندما نواجه حالة من عدم اليقين بشأن التهديد الذي نتعرض له.
ويفسر رامي نادر، وهو عالم نفسي كندي، أن الخوف غير المنطقي من المهرجين ينجم عن أنهم يضعون الماكياج ويخفون هوياتهم ومشاعرهم الحقيقية، وهو ما يتفق مع دراسة عام 2016، التي استنتجت أن الغموض المتأصل المحيط بالمهرجين هو الذي يجعلهم مخيفين.
إذ يبدو أنهم سعداء، لكن هل هم حقاً كذلك؟ ما يضع الناس في حالة تأهب دائم تجاههم، فالأشخاص الذين يتفاعلون مع مهرج أثناء تقديم أحد عروضه لا يعرفون أبداً ما إذا كانوا على وشك الحصول منه على فطيرة في وجههم، أو يقعوا ضحية لمزحة مهينة منه.
فضلاً عن أن الخصائص الفيزيائية غير العادية للغاية للمهرج، مثل الشعر المستعار، والأنف الحمراء، والماكياج تزيد من عدم اليقين بشأن ما قد يفعله المهرج بمن يتابعونه.