عالجت محكمة الجنايات الابتدائية في بومرداس الجزائرية، قضية شبكة دعارة تسيرها عصابة كانت تستغل فتيات قاصرات يتم استدراجهن واختطافهن من مركز تجاري في العاصمة بمساعدة شابة تتقرب منهن وتستغل صغر السن مقابل إغرائهن بمبالغ مالية.
وقد تم تحريك القضية إثر تقدم مواطن أمام مصالح أمن دائرة خميس الخشنة برفقة ضحية عمرها 14 سنة، للتصريح بأن هذه الأخيرة طرقت باب منزله المتواجد في منطقة سيدي سرحان، أخبرته بأنها تعرضت للاختطاف والاغتصاب.
وأثناء سماع أقوال الضحية، صرحت بأن المشتكى منه المكنى فريد قريقش، اختطفها برفقة صديقته من المركز التجاري أرديس في العاصمة، وتم اقتيادها إلى أحد الأوكار المتواجد في مدينة الأربعطاش، أين جرى احتجازها، وهناك تعرضت للاغتصاب تحت طائلة التهديد بسلاح أبيض، تمثل في سكين جزارة ومنجل، لتضيف الضحية بأن الجاني الرئيسي كان بمعية ثلاثة متهمين آخرين.
وكان من جملة ما قالته الطفلة الضحية، أنها رغم محاولتها إخبار الجناة بأنها قاصر، غير أن ذلك لم يشفع لها أمام خاطفيها ومحتجزيها، مضيفة بأن صديقة الجاني، قامت بسرقة هاتفها الجوال.
وبعد أيام من احتجازها، تمكنت الضحية من الفرار، حيث اتجهت لمنزل الشاهد الذي اقتادها إلى المركز الأمن.
وبناء على تلك الشكوى، قامت مصالح الأمن بفتح تحقيق حول الموضوع، أوصل إلى شاهدة كانت على معرفة بصديقة الجاني، حيث كشفت بأن هذه الأخيرة متعودة على استدراج الفتيات مقابل مبالغ مالية من أجل استغلالهن في مجال الدعارة من طرف المتهم الرئيسي.
وبعد توقيف المتهم الرئيسي، اعترف أثناء استجوابه بما نسب إليه، وكشف أن الأمر لم يقتصر على الضحية التي تقدمت بشكوى ضده، معترفاً بأنه قام باستدراج فتيات من قبل إلى أحد الأوكار في منطقة الأربعطاش المستغل من طرف باقي المتهمين، واستغلالهن في الدعارة بعد تحريضهن على الفسق وفساد الأخلاق.
ومن جهته، اعتبر ممثل النيابة الوقائع بالخطيرة جداً، وطالب بتسليط عقوبات مشددة، في حين، أصدرت المحكمة عقوبة 15 سنة سجناً ضد المتهم الرئيسي، فيما أصدرت المحكمة ضد شريكته وباقي المتهمين، عقوبات بين 8 و10 سنوات سجناً عن تهم تكوين جماعة أشرار لغرض الإعداد لجناية اختطاف وحجز قاصر دون سن 18، وتحريضها على الفسق وفساد الأخلاق مع الاغتصاب وإنشاء محل لممارسة الدعارة والمشاركة في نفس الأفعال.