وجد معدو الدراسة المنشورة في دورية “بلوس” الطبية التي من أستراليا أن الولادات القيصرية تحرم الأطفال من تعرضهم لبكتيريا “جيدة” موجودة في ممر الولادة عند أمهاتهم.
وأشاروا إلى أن هذه البكتيريا تساعد على تعزيز الاستجابات المناعية لحديثي الولادة، ويمكن أيضاً نقلها بعد الولادة عن طريق الرضاعة الطبيعية، ومن خلال ملامسة الجلد للجلد في وقت مبكر.
وعلى الرغم من الزيادة الطفيفة في مخاطر الإصابة بالعدوى المبكرة، فقد حذر الباحثون من أن الولادات القيصرية يمكن أن تظل الخيار الأكثر أماناً لبعض النساء والأطفال.
ويشرح مؤلف الدراسة طبيب التوليد، لارس بيدرسن، من جامعة آرهوس في الدنمارك أنه “أثناء الولادة الطبيعية، يتلامس الطفل مع بكتيريا طبيعية من أمعاء الأم، لكن بالنسبة للأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية لديهم تعرض أقل بكثير لهذه البكتيريا”.
وتابع بيدرسن أن العدوى هي السبب الرئيسي لدخول المستشفى في مرحلة الطفولة المبكرة، وأشار إلى أن بحثه الجديد يجب أن يساعده هو وزملاءه في فهم السبب.
وقبل ظهور هذه الدراسة، لم يكن من الواضح ما إذا كانت الولادة القيصرية مرتبطة بمخاطر أعلى لأي عدوى أو أنواع معينة فقط، وما إذا كانت هذه المخاطر قد تختلف بين العمليات القيصرية الطارئة والقيصرية السابقة للولادة.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة عالمة الأوبئة، جيسيكا ميلر، من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا “إن أي تدابير لخفض معدلات العدوى ستحدث فرقاج٠ججج
ش قابلا للقياس ودائما في الصحة العامة للسكان”.
وفي الدراسة الجديدة، قام البروفيسور بيدرسن والدكتور ميللر وزملاؤهم بتحليل بيانات 7.2 مليون ولادة من أستراليا والدنمارك وإنجلترا واسكتلندا، كان ربعها تقريبا عمليات قيصرية و57% منها كانت عمليات طارئة.
وجد الباحثون في المجمل أن نحو 1.5 مليون طفل في الدراسة انتهى بهم المطاف إلى المستشفى بسبب عدوى خطيرة قبل عيد ميلادهم الخامس.
ويقول الدكتور ميللر: “يمكن أن تُعزى نحو 14000 من هذه الإصابات إلى الولادة القيصرية الطارئة و18500 إلى الولادة القيصرية قبل الولادة”.
وأشار معدو الدراسة إلى أن المخاطر المتزايدة للإصابة بالعدوى استمرت حتى بلغ الأطفال سن الخامسة تقريباً، وكانت أعلى نسبة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والفيروسات الأخرى.
وبشكل عام، قال الفريق العلمي إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الولادات القيصرية لها آثار صحية قصيرة وطويلة الأجل على الأطفال، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالربو والحساسية والتهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب ومرض التهاب الأمعاء.
وخلصت الدراسة إلى أنه “سيكون من المهم التحقق مما إذا كانت نتائج مماثلة قد لوحظت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث من المرجح أن يكون عبء إصابة الأطفال أكبر بكثير”.