لا تتوقف آلة الدعاية الإخوانية الممولة قطرياً، عن الترويج لأفكار التنظيم الدولي للجماعة الظلامية، عبر آلاف الكتائب الإلكترونية التي تروج لفكر الجماعة الدموي، وخدمة أغراض حلفائها سواءاً في قطر أو تركيا.
في ليبيا كما جندت تركيا آلاف المقاتلين المرتزقة لخدمة مصالحها، لجأت أيضا للطريقة نفسها لاحتلال شبكات التواصل الاجتماعي والتبشير بأفكار العثمانية الجديدة، بين شباب ليبيا وبلدان المغرب العربي، عبر لجان إلكترونية، وذباب تقني، يشن هجمات على مخالفيه، ويروج للأفكار التي تحاول الاستخبارات التركية تعبئة المؤيدين من خلالها.
عقب موجة الرفض الشعبي الواسع لتحركات تركيا في ليبيا في البلدان العربي المجاورة، خصوصاً في مصر والجزائر، وتونس، بدأ الذباب الإلكتروني الإخواني، في خدمة سيدهم التركي، عبر الترويج لأكاذيب تقدم مبررات للتدخل التركي العسكري في ليبيا، كفكرة الاتفاق مع حكومة فائز السراج، أو حتى لتمرير فكرة الدفاع عن الإسلام.
وشنت اللجان الإخوانية حملات ضد الحكومة المصرية، وكذلك السلطات الجزائرية، وحاولت النيل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يرفض هو الآخر مخططات التدخل الأجنبي في الجارة ليبيا.
وسجل الجزائريون خلال الأسابيع الأخيرة ظهور حملات تشبه البؤر التي تتحرك بشكل منظم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لانتقاد السلطات الجزائرية، والهجوم عليها لعدم تحالفها مع الأتراك في ليبيا، إضافة لمنشورات تمجد في رجب طيب أردوغان وتصفه بالسلطان العثماني.
حملة الإخوان الإلكترونية ضد الجزائر ومصر، تزامنت مع توافق الرؤى العربية حول حل الأزمة الليبية.
ركزت الحملة الإلكترونية على ترويج معلومات مغلوطة وأكاذيب لتشكيك الرأي العام في مؤسساته، تحت قيادة صفحات إلكترونية إخوانية مجهولة، وأخرى لصحفيين ونشطاء ينتمون فكرياُ للتظيم الظلامي.
ووفقاً لمراقبين فإن هذه الجهات نفسها هي التي كانت وقوداً في السابق لحملات إخوانية مدعومة من قطر ضد بلدان عربية، على رأسها مصر وسوريا والسعودية، وعادت للظهور حالياً لكن للدفاع عن مصالح تركيا.
احتلال إلكتروني
وتهدف الحملات وفق مراقبين في خلق بيئة حاضنة للتحركات التركية في ليبيا، بعدما رصدت أجهزة استخباراتية رفض شعبي بدأت يتزايد بشكل كبير في ليبيا والبلدان المجاورة لها، للتحركات التركية، حيث تشير الخطة إلى أن الحاضنة الشعبية ربما تعيد الروح للمشروع الإخواني المنهار في المنطقة، والذي يواجه ضربات قاتلة، قد تقضي عليه للأبد.
وتطمح تركيا لإطالة أمد الصراع في ليبيا لتتمكن من السيطرة على بعض المرافق الاقتصادية في البلاد، حيث تستغل أنقرة ضعف حكومة المليشيات الحاكمة في طرابلس وارتهان قرارها لها، لتوطئة الطريق أمام الشركات التركية للتدخل في ليبيا، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من الخيرات الليبية.
ويهدف نظام أردوغان لتعويض خسائره الاقتصادية الفادحة.
ولنفس الغرض دفعت تركيا بآلاف من المرتزقة السوريين للقتال بجوار ميليشيات فائز السراج في طرابلس، ونقلت عتاداً عسكرياً كبيراً بالمخالفة لقرار حظر التسليح المفروض على ليبيا.