عصب نيوز- غانم محمد
هي موقعة من أجل إثبات القدرة على المواصلة، وهي شمّاعة يستطيع أن يعلّق عليها أبناء كاتالونيا أحلامهم بـ (عثرة ما) للفريق الملكي تعيدهم إلى صدارة الترتيب، لكن تلامذة دييغو سيميوني يحفظون الدرس عن ظهر قلب، ويعرفون أن مضيفهم ليس في وضعية مثلى، لذلك سيأتون إلى الكامب نو ومعهم كل الطمع بنقاط المباراة، أولاً من أجل تعزيز تواجدهم في المركز الثالث، والمضي قدماً في هذا المركز، والذي يُعتبر (لقباً)، طالما أن الاحتكار الملكي- الكاتالوني لا ينتهي، وثانياً من أجل أن يكونوا (ضجّة) إعلامية يحبّها سيميوني، وهذا حقهم، وعندما تفوز على بطل فأنت بطل..
لا نتوقع أن ينشغل أي فرد في مدريد عن متابعة هذه المباراة، لأن نتيجتها قد تكون تتويجاً سابقاً لأوانه، لكن عندما يتعثّر برشلونة مرّة ثالثة في (6) مراحل، سيكون من الصعب عليه أن ينهض بكلّ ذلك الألق العالق كذكرى، والذي بدأ يتلاشى فوق المستطيل الأخضر، وتعادل أو خسارة برشلونة سيريح الريال كثيراً، وهذا ما يتمناه عشاق الملكي..
مباراة الكامب نو بين برشلونة وأتليتكو مدريد ليست كأي مواجهة سابقة بين الفريقين، فأتليتكو قادم من (4) انتصارات في آخر أربع مباريات، بينما خسر برشلونة (4) نقاط في آخر (4) مباريات، وقد تكلفّه اللقب.
بدأت معاناة برشلونة يوم الجمعة 19 حزيران حين استسلم للتعادل السلبي مع إشبيلية، وتأكدت أكثر يوم السبت 27 منه حين بالكاد خرج متعادلاً مع سيلتا فيغو، وقد تكون خسارة (جوّ الفريق) أقسى بكثير من خسارة هذه النقاط، لأنّ ما تسرّب من أخبار الخلافات والتوتّر داخل الفريق الكاتالوني لا يوحي بأن أحداً في برشلونة ما زال يفكّر بلقب الليغا.
جمهور برشلونة ليس في إسبانيا وحسب، بل وفي كلّ مكان وخاصة العربي منه، يصبّ جام غضبه على الفريق، ويوزّع هذا الغضب على أكثر من طرف بات يراه في برشلونة، لكن كيكي سيتين مدرب الفريق ينال القسم الأكبر من هذا الغضب.
قد يكون الفوز اليوم على أتليتكو مدريد (مسكّناً جيداً) لكن لن يزيد عن كونه ثلاث نقاط تبقيه على أمل ضئيل باللقب، أما أي نتيجة غير الفوز فستحدث زلزالاً حقيقياً، وقد تكون ارتداداته عنيفة..
الثعلب الأرجنتيني دييغو سيميوني، مدرب أتليتكو مدريد، يتابع هذه التفاصيل و(يُذاكر) بها للاعبيه، وسيطلب منهم التسلل مثل (السنافر)، وليغضب (شرشبيل) برشلونة (المدرب)، ولطالما غضب ميسي منه، فعليه أن يعدّ أيامه الباقية في كاتالونيا، فما بالك إن عجّل سيميوني بوضع الحبل حول رقبته؟
ريال مدريد، وعلى المرتاح، وبعد يومين من اتضاح الخيط الأبيض من الأسود في كاتالونيا، سيواجه خياتفي في ملعب ألفريدو دي ستيفانو، هذا الملعب الذي يعطي الملكي النقاط كاملة منذ أن خرجت البطولة من قمقم كورونا، والفرنسي زين الدين زيدان يضخّ طاقة إيجابية هائلة في لاعبيه، فهو بعد كلّ مباراة يمتدحهم بألفاظ جديدة، وكأنّه يحفظ معلّقات شعراء الجاهلية لدينا، ويوزّع جهد لاعبيه بطريقة ذكية جداً تساعدهم على المتابعة، مع ملاحظة أن فريق خيتافي ليس ذا شأن قليل..
المحطة (33) من الليغا الإسبانية لا تشبه غيرها، نظراً للظروف التي يعيشها فريق برشلونة، فعلى أي جنب ستنام اليوم الثلاثاء، وما الإضافة التي سنتابعها الخميس، وبين الثلاثاء والخميس أكثر من حكاية من أجل تحسين الترتيب، والتطلّع نحو المواقع المتقدّمة.
غذاً، وكما أسلفنا، تبدأ اليوم مباريات المرحلة (33) من الدوري الإسباني، فيلعب اليوم ريال مايوركا مع سيلتا فيغو، وليجانيس مع إشبيلية، وبرشلونة مع أتليتكو مدريد.
وغداً الأربعاء، الأول من تموز، يلعب ديبورتيفو ألافيس مع غرناطة، وفالنسيا مع أتلتيك بلباو، وريال بيتس مع فيا ريال، وبلد الوليد مع ليفانتي.
وتختتم مباريات هذه المرحلة يوم الخميس بثلاثة لقاءات، فيلعب ريال سوسيداد مع إسبانيول، وإيبار مع أوساسونا، وختام المشهد مع مباراة ريال مدريد وخيتافي.