يحاول الناس كثيراً تجنب الحديث عن الموت ويحاولون تناسيه، حيث يسبب الموضوع كآبة وقلقًا كونه يذكر بالفناء .ولكن، وفقا لأحد الأكاديميين، فإن الحديث عن الموت قد تكون له فوائد إيجابية، على عكس ما هو شائع، وقد يساعدنا التفكير فيه، في الواقع، على عيش حياة أكثر سعادة،
وجد ستيف تيلور، كبير المحاضرين في علم النفس بجامعة ليدز بيكيت، أن النجاة من الموت أو التفكير بجدية في الأمر يمكن أن يكون له تأثيرا إيجابيا قويا”.
ويقول تيلور في حديثه لموقع “The Conversation”، إن الأشخاص الذين واجهوا الموت، على سبيل المثال بالتعرض إلى حادث أو الإصابة بأمراض خطيرة، لا يميلون إلى اعتبار الحياة أو أحبائهم أمرا مفروغا منه بمجرد تعافيهم، ويبدأون أخيرا في العيش بإخلاص في الحاضر، وهذا يعني أنهم يصبحون أكثر ميلًا لتقدير الحياة بكل تفاصيلها مهما كانت صغيرة، بعد شفائهم.
وأضاف: “لديهم أيضا منظور أوسع للحياة، لذا، لم تعد المخاوف التي اضطهدتهم من قبل تبدو مهمة، ويصبحون أقل مادية وأكثر إيثارًا، وتصبح علاقاتهم أكثر حميمية وأصالة”.
وتابع: “في كثير من الحالات، لا تختفي هذه التأثيرات التي يكتسبها الأشخاص الذين يواجهون الموت، على الرغم من أنها قد تصبح أقل حدة قليلًا بمرور الوقت، إلا أنها تظل ثابتة باعتبارها سمات دائمة”
وهذه الآثار ليست حكرا على الناجين فقط، بل يبدو أيضا أنها تحدث لأولئك الذين مروا بنوبة ذهنية مظلمة للغاية.
وينصح تيلور الناس بالتفكير في حقيقة أن هذا سيكون مصيرهم يوما ما أيضا، حتى يفهموا كم هي ثمينة الحياة، موضحًا أنه كلما ناقشنا الموت، استفدنا أيضًا من هذه العقلية، وبتنا أقل خوفًا وتعلقًا وأكثر إشباعا.
وتابع تايلور قائلاً: “إن الموت مخيف لأننا لا نستطيع التفكير في نهاية حياتنا، وبمجرد أن نبدأ في تطبيعه، يصبح الأمر أقل رعبا، وسنكون قادرين على تقييم ما نريده من الحياة بجدية، والخوف من الموت يمكن أن يمنعنا من العيش حقًا، ومع ذلك، فهو حتمية لا مفر منها، ويتواجد في كل مكان، وطوال الوقت، وبمجرد أن نتقبل هذا المصير، يمكننا المضي قدما”.
ويشرح تيلور: “إن إدراكنا لفنائنا يمكن أن يكون تجربة محررة ويقظة، ويمكن لهذه المفارقة كما يبدو، أن تساعدنا على العيش بشكل أصيل، ربما لأول مرة في حياتنا”.