ضرب مؤلم وصراخ بعصبية يوجهها كثير من الآباء والأمهات نحو أطفالهم، مشكلة تتكرر باستمرار.
حيث أن هناك آباء وأمهات كثيرين يصرخون، ويضربون بلا تهاون بعد أن يغضبوا بسبب تصرف، أو كلمة خاطئة لا تستوجب العقاب من الطفل، متجاهلين ما يتبع ذلك من آثار نفسية، وسلوكية بل وفكرية أيضاً على الطفل.
عن تأثير هذا الضرب، والصراخ، وطرق العقاب السليمة للطفل تحدثنا الدكتورة إبتهاج طلبة خبيرة الطفولة بكلية التربية للطفولة المبكرة.
– عن الضرب والصراخ قالوا:
يشعر الطفل بالخوف الشديد، أو رغبة شديدة في البكاء، وتنتابه الكوابيس.
آباء وأمهات كثيرون يستخدمون الضرب أو يستسهلون الضرب كأسلوب للعقاب، في حين أن أساتذة التربية حددوا السن المناسب للضرب وهو 9 سنوات وليس قبل ذلك.
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «علموهم الصلاة لسبع واضربوهم لعشر»، حين يبدأ الطفل في الفهم، يبدأ الآباء في استخدام كل الطرق الممكنة، هناك 95 في المائة من الآباء يستخدمون الضرب للتنفيس عن غضبهم، وليس بدافع التربية، أو التأديب.
– تأثير الضرب على الطفل:
الضرب ينمي علاقة كراهية بين الطفل، وبين الشخص الذي يضربه مما يؤثر على المشاعر الإيجابية الموجودة بين الطفل وأهله، فتصبح علاقتهم غير متزنة.
العلاقة بين الطفل، وأهله مع الصراخ المستمر، والضرب المبرح يجعل العلاقة بينهما لا تقوم على الاحترام والتقدير، لكن على الخوف، وربما الكره.
– يجعل شخصية الطفل ضعيفة، وسهلة الانقياد، يسهل على الآخرين استغلالها، أو السيطرة عليه بفرض رأيهم، ورغباتهم عليه، وهذا يظهر أكثر عندما يكبر الطفل، ويصبح هناك سهولة في تأثره بأصدقاء السوء .
الضرب يضيع فرص التفاهم، والحوار بين الطفل وأهله، ويشعر الطفل بالحرمان باستمرار لافتقاده للحب والاطمئنان، مما يؤثر على نموه النفسي.
وبالتالي على النمو العقلي والجسدي عند الطفل، مهارات التعامل مع الآخرين.
وهذه المشاعر السلبية تقلل من معدل الذكاء عند الطفل، فالضرب يفقد الطفل تقديره لذاته فيصبح غير واثق في نفسه، فيصل الطفل إلى مرحلة الخجل وعدم التأقلم مع الحياة الاجتماعية.
– يصبح سلوك الطفل عدوانياً:
الضرب يزيد من السلوك العدواني عند الطفل، وبعض الأطفال حين يتعرضون للضرب تتولد بداخلهم رغبة في الانتقام، وتفريغ طاقة الغضب بداخلهم، مما يزيد من عصبية الطفل وعنفه.
لم يثبت علمياً، أو بحثياً، أو تربوياً، أن الضرب يأتي بنتيجة إيجابية، الضرب عنف (بدني ونفسي) ضد الطفل، وهناك احتمال أن الآباء الذين يضربون أولادهم ويصرخون في وجوههم لأي سبب، ذلك يعني أنهم يقومون برد فعل، لما فعله أهلهم بهم وهم أطفال.
الضرب قبل سن عشر سنين يسبب ألماً جسدياً للطفل وإن زاد يصبح الألم جسدياً ونفسياً، لذلك نقدم بعض طرق العقاب السلمية.
الخصام: (من سن 3 سنين فما فوق)، ويكون الخصام بفترات متغيرة غير ثابتة، ساعتين، نصف يوم، أو يوماً، أو يومين.
الحرمان: (من سن 4 سنين فما فوق)، ويكون عقاب الحرمان متنوعاً مثل: الحرمان من الألعاب واللعب، الخروج، مشاهدة التلفزيون، الحلويات، المصروف).
إيقاف أي نشاط يقوم به الطفل مع والده مثل قراءة القصص.
دفع جزء من مصروفه: (من سن 4 سنين فما فوق).
كرسي العقاب: (من سن 5 سنين فما فوق ).
شد الأذن: (من سن 7 سنين).
الضرب غير المبرح: (يبدأ من سن 10سنين ).
– خطأ العقاب بالصراخ أو الضرب:
على أن يكون العقاب في صورة غير الضرب يُنصح بسياسة العقاب، والثواب لأهميته النفسية في توجيه، وتعديل سلوك الطفل وحسن تربيته.
مثل الحرمان المادي كمنع الطفل من أخذ مصروفه اليومي، أو عدم شراء حاجات له كاللعب، وأدوات التسلية والملابس وغيرها.
ومن الممكن أن يكون الحرمان معنوياً، مثل الخصام المؤقت، والامتناع عن مشاركة الطفل في ألعابه، وحرمانه من الاستمتاع بيوم إجازته الأسبوعية.
على الآباء إدراك أن اختيار وسيلة العقاب تختلف من طفل إلى آخر، وتعتمد على الدراسة الكافية لشخصية الطفل، من طريقة التفكير، ومشاعره، ومفهومه عن نفسه والآخرين.
يجب أن يكون العقاب بطريقة سرية لا تخرج عن نطاق الأسرة، ولا يكون مشاعاً يُحكى به في كل مكان وزمان، لأن ذلك يؤثر على نفسية الطفل، ويأتي بنتائج عكسية ضارة.
– حتى لا تتكرر مأساة الصراخ والضرب:
على كل أسرة أن تهتم بالبناء النفسي، والروحي لدى الطفل، الذي يجعل استقباله للعلم، والدراسة استقبالاً مفيداً.
البذور في الأرض الصحراء القفر التي لا نفع فيها، ولا ثراء، وتجعل المادة المدروسة راسخة ومستقرة في قلب وعقل الطفل.