من الحلمِ بالأمومة إلى جثة هامدة في ثلاجة مستودعِ الأموات بمدينة طنجة؛ إنها قصة درامية لحبلى تدعى “فاطنة” توفيت بعد خضوعها لعملية قيصرية بإحدى المصحات الخاصة بمدينة القصر الكبير، لم تنكشف خيوط تفاصيلها كاملة بعد. واقعة أعادت إلى الأذهان وفاة حبلى شهر غشت الماضي بالمدينة ذاتها.
وعن تفاصيل الواقعة، كشف عزيز بوسهام، أخ زوج الضحية البالغة 24 سنة الأم لطفل، أن زوجة أخيه الحبلى بتوأم خضعت لعملية قيصرية بإحدى المصحات الخاصة بمدينة القصر الكبير غير أنها عانت من مضاعفات العملية لساعات بعد ذلك.
وقال المصدر ذاته، أن “الضحية ولجت قاعة العمليات وجرى تمكينها من أكياس دم تم جلبها من مدينة العرائش دون القيام بالتحاليل لمعرفة فصيلة دمها، غير أن ذلك لم يزد سوى في سوء حالتها وتدهور صحتها”.
وأضاف: “شفتها لقيتها كتفركل، وسولت الطبيب قالي الأوكسجين مابقاش كيدور ليها في راسها، وطالبنا بضرورة نقلها إلى مدينة الرباط أو طنجة قبل أن يتراجع عن ذلك بعد تمكينها من بعض المهدئات”.
وتابع قائلاً: “بعد الوفاة صباح اليوم الموالي، حاول مسؤولو المصحة طمس الحقيقة من خلال الإسراع بتوفير كافة الوثائق الإدارية، من بينها شهادة الوفاة، وسيارة إسعاف نقلت جثمان الضحية إلى منزلها بالجماعة حيث تقطن، غير أننا تمسكنا بحقنا في معرفة ما جرى”.
“مابغيناش حق فاطنة يضيع”، يؤكد عزيز، “لذلك تقدمنا بشكاية في الموضوع إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير أحالها على الوكيل العام بالمحكمة، ليتم نقل الجثة بعد حضور الدرك الملكي من منزلها إلى مصلحة التشريح الطبي بمدينة طنجة”.
وأورد المتحدث ذاته أن “تقرير التشريح أرسل إلى مدينة الدار البيضاء”، وطالب بضرورة الإسراع بإظهار الحقيقة حتى تنعم فاطنة بالراحة داخل قبرها”، مناشداً كافة الإطارات الحقوقية دعم ومؤازرة العائلة في هذه المحنة نصرة للحقيقة وصغار الضحية.
من جانبه، قال مصدر طبي إن “المصحة قامت بعملية إنقاذ مستعجلة على اعتبار أن المرأة الحامل جاءت في وضعية متقدمة من الوضع، قادمة من مستشفى عمومي مرفقة بمولدة، وقد برزت أطراف من الرضيع”.
وأضاف أن “السيدة تم إخضاعها لتحاليل مخبرية مستعجلة كشفت معاناتها من فقر حاد في الدم”، مؤكداً في هذا السياق “توفير كيسين من الدم، كما حاولنا إحالتها على الإنعاش الطبي بمستشفى لالة مريم بالعرائش غير أن غياب سرير إنعاش حال دون ذلك”، على حد قوله.
وأشار المتحدث إلى إجراء اتصالات من أجل نقل المريضة إلى مدينة طنجة قصد الخضوع لفحص بـ”السكانير”، بعدما رأى المختصون أن الأمر قد يتعلق بجلطة دماغية، لكن غياب سيارات الإسعاف بالقصر الكبير وتواجدها في مهمات أخرى تتعلق بنقل مرضى “الدياليز” أو مرضى السرطان، جعل الأمر مستحيلاً.
واستحضر المصدر الطبي الحصول على سيارة إسعاف من إحدى الجماعات الترابية القريبة صباح اليوم الموالي لنقل المريضة، غير أن القدر لم يمهلها طويلاً، لتفارق الحياة بعدما تم إنقاذ الجنينين من الموت.