صُنف الأردن من أقل دول العالم، من حيث عدد حالات كورونا، ذلك بفضل الإجراءات المشددة التي تم اتخاذها، لكنه بالمجمل يبقى أمام أزمة كارثية، وهذا أمر يرفع المعنويات لكن أغلبنا يتناسى هذا الأمر، تحت وطأة التذمر الاقتصادي والكلف الفردية على الجميع.
وحذر الخبراء الصحيون في الاتحاد الأوروبي، ومن منظمة الصحة العالمية، وداخل الولايات المتحدة، من موجة كورونا ثانية محتملة، مع اقتراب شهور الخريف والشتاء.
قد تنجح فكرة التعايش مع الوباء، وقد تفشل، لأن الحل الوحيد المتاح الآن، هو التعايش عبر إجراءات مشددة، وهذا أمر يتوجب اختباره في دول كثيرة، وإذا ما كانت هذه الدول سوف تصمد تحت عنوان التعايش، واتخاذ إجراءات احترازية، أم أنها سرعان ما سوف تعود إلى إجراءات العزل، خصوصا، أن المراهنة على وعي الجمهور، مراهنة قد لا تنجح تماماً.
بدوره، الاتحاد الأوروبي، يضع اللمسات الأخيرة على معايير فتح المطارات، وهو أمر سيمتد أيضا إلى بقية دول العالم، وهو أمر تنتظره شعوب كثر.
وبالرغم من الانخفاض المتوقع في حركة المطار، ، فإن الأردن نهاية المطاف أمام مسرب إجباري لفتحه، مع فتح مطارات العالم، مع معايير صعبة للسفر، دون أن نعرف ماهية الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحق زائري الأردن، مع استحالة الحجر في الفنادق لأسبوعين لكل مسافر، ثم استحالة الرهان على الوعي الفردي بالحجر المنزلي، والفشل المتوقع لقصة القيد الإلكتروني.
لذلك يتوجب على الجهات المختصة، أن تضع خطة كورونا ثانية هذه الأيام، على صعيد القطاعات التجارية والصحية والسياحية والتعليمية والنقل والزراعة، وبقية القطاعات، وأنظمة الإدارة والدعم والدفع، للحيلولة دون تفشي الوباء مجددا، وتطبيق إجراءات حظر كامل أو جزئي، بذات أخطاء التجربة الأولى، ونقاط الضعف التي تكشفت.
حيث تظهر حاجة الأردن إلى مجموعة من الخبراء، تخرج بخلاصات من تجربة الحظر الأولى، على صعيد كل شيء، من رغيف الخبز وتأمينه، وصولا إلى دعم عامل المقاومة، والاشتراك في الضمان، مرورا بكل قصة عشناها خلال التجربة الأولى، وأن يتم فرض إجراءات مسبقة، من باب التحوط من الآن، لأن التحذيرات بموجة كورونا ثانية، ستبقى قائمة، ما لم يتم اعتماد لقاح نهائي، في ظل استحالة استمرار إغلاق المطار أيضا.
من جانبها، خلية الأزمة أجادت إلى حد كبير، ولا بدَّ أن يتم تشكيل لجنة مشتقة منها للوصول إلى الخلاصات ونقاط الضعف، وتكييف كل شيء من الآن، من باب الاحتياط، دون أن نثير قلق الناس وذعرهم، لكن الواضح أن العالم ما يزال يتخبط تحت وطأة الوباء، وأضراره الصحية والاقتصادية، واحتمال عودته بقوة إلى دول كثيرة.