واصل باحثون في عدة بلدان حول العالم محاولاتهم لتطوير رحم اصطناعي يمكنه أن ينقذ الأطفال الخدج، ولكنه قد يكون أيضاً بديلاً عن الحمل الطبيعي في المستقبل.
يقول الفريق الذي ابتكر الأرحام الاصطناعية إن عمله هذا مدفوع فقط بالرغبة في إنقاذ الأطفال الذين يولودون قبل أوانهم، وفقاً لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
يتضمن الفريق من ثلاثة أطباء متخصصين في طب الأطفال الخدج في مستشفى بمدينة فيلادلفيا الأميركية، وتمكن مؤخراً من تصميم نموذج أولي لرحم اصطناعي يمكنه منح الأطفال المولودين مبكراً فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة أكثر من أي وقت مضى.
ويتكون الرحم الاصطناعي، الذي يبدو وكأنه كيس بلاستيكي، من مشيمة بديلة متصلة بالحبل السري وظيفتها إيصال الاوكسجين للجنين وإخراج ثاني أوكسيد الكاربون، تماماً مثلما يحصل مع الرحم الطبيعي.
كما يحتوي الاختراع، الذي بدأت تجربته على جنينين لحيوان الماعز، على سوائل دافئة ومعقمة يتنفسها الجنين ويبتلعها، كما يفعل الجنين البشري.
وتقول الصحيفة إن الجنينين، أخذا من رحمي أمهاتهما عبر ولادة قيصرية، وثم وضعا في الرحم الاصطناعي، في عمر حمل يعادل 23-24 أسبوعاً عند البشر.
يقول الطبيب ماركوس ديفي، أحد أعضاء الفريق البحثي، “في المستقبل، نتصور أن يكون هذا النظام متوفراً في وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة وسيبدو إلى حد كبير مثل الحاضنة التقليدية”.
ويضيف: “سيتم الاحتفاظ بالارحام الاصطناعية في بيئة مظلمة لمحاكاة الرحم البشري، ولكن الأطفال سيكونون مرئيين كما لم يحدث من قبل، حيث يمكن للوالدين أن يشاهدا الجنين”.
وتبلغ مدة الحمل الطبيعي للإنسان 40 أسبوعاً، وأي طفل يولد قبل 37 أسبوعاً يعتبر سابقاً لأوانه، أما الفترة بين 23 إلى 24 أسبوعاً فهي المدة التي يمكن أن يبقى فيها الطفل على قيد الحياة.
وفي البلدان التي تضم مستشفيات جيدة، هناك فرصة بنسبة 24 في المئة لإبقاء الطفل على قيد الحياة في عمر 23 أسبوعاً، لكن 87 في المئة من الناجين يعانون من مضاعفات كبيرة، مثل أمراض الرئة ومشاكل الأمعاء وتلف الدماغ والعمى.
وتعد الولادة قبل الأوان أكبر سبب للوفاة والعجز بين الأطفال دون سن الخامسة في الكثير من دول العالم.