تحليل شخصيات الأبراج
الحلقة السادسة
المرأة الحوت: الأنوثة والرقّة التواضع.. المرأة التي لاتتكرر إلا بالأحلام.
ربما حين قال نزار قباني: اشهد انّ لا امرأة اتقنت اللعبة إلا أنتي.. تلك القصيدة تمثّل الأنثى الحوت بامتياز:
و كلما تطورت النساء وزدن تحرراً ازدادت شعبية المرأة المولودة في برج الحوت.. فقد تكون الوحيدة بين جنسها التي لا تزال ترفض المجد والشهرة وتحلم فقط برجل يرعاها ويحميها. والحقيقة أنه ما من شيء يُسعدها كالاتكاء على كتف قوية والإصغاء إلى صوت واضح النبرات يرسم الخطط ويحدد الأهداف.. هي عندما تحب تعتقد عن يقيـن وإيمان أن في استطاعة من تحبّه أن يحكم العالم بدماغه الفذ وساعديه المفتولين. وهو بدوره يتغذى بهذا الإعجاب وهذه الثقة فيُصبح بالفعل أقوى وأفضل من قبل.
امرأة برج الحوت رقيقة مسالمة تُشعر الآخريـن بأنها شاطئ الأمان وواحة السكينة. إنها أنثى بكل معنى الكلمة مهما اختلفت الأوقات الظروف والمناسبات.. وعندما تتحدث هذه الانثى مع الرجل يشعر حالا ًبخدر لذيذ يسري في أوصاله ويرخي أعصابه المشدودة فيتخيّل نفسه – بحسب الفصول والأوقات – مستلقياً إمّا في ظل شجرة بعيداً عن كل ضجيج وحركة أو قرب مدفأة تدفئه بنارها.. امرأة الحوت لا تلح على الرجل في شيء ولا تستعجله في أمر , بل كل ما تريده منه أن يعيش وإياها في وئام وسلام.
من الجائز أن تبدر عنها بعد الزواج تصرفات مفاجئة لم تظهر من قبل. قد يفلت لسانها مثلا ً بالكلام اللاذع، أو تأخذ في التذمر والشكوى، ولكن عيوباً كهذه لا تعود تذكر إذا قيست بخصالها الأخرى كالرقة والعذوبة والأنوثة وحسن التكيّف وغيرها. علماً بأنها تـفقد أحياناً معظم هذه الصفات العظيمة نتيجة تـلقيها صدمات قوية متلاحقة , فتتصرف عندئذ تصرفاً أعمى يُحطم تدريجياً سعادتها وحياتها. نذكر بالمناسبة أنّ إدمان السجائر مثلاً نوع من السلاح تلجأ إليه هذه المرأة عند الاضطرار إلى مواجهة غدر الزمان. هذا بالنسبة إلى الحالات القصوى، أمّا في الحياة العادية فتتمتع المرأة الحوت بالذكاء والمراوغة والتكتم والغموض وإن كانت جميع هذه الصفات – ما عدا الذكاء – مجرد أقنعة تخفي وراءها الخجل والارتباك وعدم الثـقة بالنفس وسرعة العطب.
تـتظاهر امرأة برج الحوت قبل الزواج بعدم حاجتها إلى الرجل في الوقت الذي تـتوق فيه إلى من يرعاها ويدرأ عنها الأخطار . لكنها بعد الزواج تضع شريكها في مكانة لا يبلغها حتى أولادها الذين تعبدهم، مع أنها أم فاضلة حنون تجيد فن الإصغاء والمشاركة ولكنها تـفتقر إلى الصلابة الضرورية لتربية الأطفال. والمعروف عنها أنها تخص بعطفها وحنانها المخلوق الضعيف من أطفالها.
أخيراً تكره هذه المرأة العمل في الخارج، وتتمسك بالأعياد والمناسبات حيث تقدم الهدايا لأفراد عائلتها وتـتوقع منهم المعاملة بالمثل. وهي تـُنفق بكرم يُقارب التبذير، لكنها تكتـفي بالقليل إذا اضطرتها الظروف لذلك. ومهما يكن وضعها المادي والاجتماعي تعتبر مثال المرأة الحقيقية بل الأنوثة بكاملها.
المرأة الحوت لا ندري لماذا اغلب النساء تغار منها! حاول العلماء اكتشاف ذلك لربما أنوثتها ولأنها مصدر إلهام للرجل.. ربما لأنها محظوظة حيث نواياها النقيّة تنعكس كارما إيجابيّة مايجعل حياتها تصبح سعيدة تصاعدياً.. أكثر الحظوظ تبدأ بالزواج.. بالفعل هي امرأة من نوع خاصّ لا ننسى أنّ نبتون يحكم الحوت فقط.. لذا لا نستغرب سحر أنثى الحوت بكلّ أشكاله.