تعرف المملكة منذ أيام ارتفاعاً في أرقام الإصابات المؤكدة بوباء “كوفيد-19″، تجاوزت ألفي حالة في اليوم الواحد، وهو ما يعني أن مؤشر العدوى، الذي اعتمدته الحكومة في وقت سابق لاتخاذ قرار رفع الحجر الصحي، يعرف ارتفاعاً ملحوظاً.
وفي هذا الإطار، قال جمال الدين البوزيدي، طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة رئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية، إن ارتفاع مؤشر العدوى مسألة طبيعية، مؤكداً أن “الوضعية الوبائية في البلاد اليوم مقلقة جداً وغير مبشرة وغير مطمئنة”.
وأوضح البوزيدي أن “المملكة تشهد اليوم ارتفاعاً كبيراً في الأرقام؛ إذ نقترب من الأرقام المسجلة في أوروبا”، مورداً أن “التحكم في المرض يحكمه شيء واحد وأوحد، هو سلوك المواطنين”، مستبعداً العودة إلى الحجر صحي الشامل كما طبق في البلاد في مارس الماضي.
وقال الاختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة: “لكل وضع وبائي طريقة معالجته، فقد تم اعتماد الحجر الصحي الشامل في الأول لكي لا يدخل المرض إلى البلاد. أما اليوم، فالدولة تستفيد من التجربة الدولية، والدول تحاول أن توازن بين الصحة والاقتصاد”.
ويرى البوزيدي أن إعادة فرض الحجر الشامل لا يمكن أن تكون “إلا إذا وصلنا إلى وضعية كارثية، ولا نتمنى أن نصل إليها”.
وأضاف: “نحن مازلنا نعيش الموجة الأولى، والموجة الثانية يمكن أن تنطلق خلال نهاية الشهر الحالي أو الشهر المقبل”، أي مع برودة الطقس.
ونبه رئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية إلى أن “السلوك اليومي للمواطنين هو المتحكم بالدرجة الأولى في الوضعية. أما الإجراءات المتخذة من طرف الدولة، فهي متممة ومكملة”.
وأبرز المتحدث أن الصين الشعبية استطاعت محاصرة المرض بشكل شبه كلي، واليابان وكوريا الجنوبية استطاعتا تحقيق نتائج إيجابية، وذلك بسبب سلوك مواطنيها.
ومن أسباب عدم التزام فئة بعض المواطنين بالإجراءات الاحترازية ضد “كوفيد-19″، ذكر البوزيدي الثقة بالأخبار الزائفة، قائلاً إنهم “يؤمنون بما ينشر عبر الفيديوهات المنتشرة، وهي مجرد دعاية فارغة”، والخلط بين الحجر الصحي وانتهاء المرض، مورداً أنه “خلال عيد الأضحى لم يتم احترام الاحترازات، وأيضاً أثناء الدخول المدرسي وما يرتبط منه من تحركات، وهو ما ساهم في رفع أرقام الإصابة أكثر فأكثر”.
وحذر البوزيدي من خطورة “كوفيد-19″، قائلاً إن “المرض ليس كسائر الأمراض، فالمتعافون قد يعانون من عدة أعراض، مثل تشمع الكبد وفقدان البصر، وأيضاً من يدخلون غرف الإنعاش ويخضعون للتنفس الاختراقي لا يسترجعون قوتهم بسهولة”.