يعتبر موضوع الهجرة والمهاجرين قضية خلافية ما بين مختلف أطياف المجتمع في إيطاليا حيث تضاعف عدد الوافدين إلى البلاد أربع مرات تقريباً منذ عام 2019.
وفي هذا المضمار، أثبت خطاب بعض الساسة المناهض للمهاجرين امتداده في إيطاليا، في ظل تفشي البطالة وغياب فرص العمل ذلك أن زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرّف ووزير الداخليّة السابق ماتيو سالفيني تمكن من تصدر الانتخابات التي عرفتها إيطاليا منذ أكثر من عام.
في بونتيديرا ،بإقليم توسكاني، تم تاسيس حزب جديد Futuro E ‘Ora (المستقبل الآن) يتزعمه ياسين الغليظ المولود في المغرب قبل 31 عاماً وحصل على الجنسية الإيطالية في سن الحادية والعشرين.
ويهدف حزب Futuro E ‘Ora (المستقبل الآن) إلى إحداث تغييرات بشأن التوعية بقضايا الهجرة والمهاجرين. كما يهدف حسب ما صرح لنا زعيمه ياسين الغليظ إلى “الدفاع والنضال من أجل حقوق المهاجرين”.
وفي حديث له مع مراسلتنا في عموم إيطاليا، جيورجيا أورلاندي قال ياسين الغليظ: “لقد سئمنا من تفويض الحديث عن القضايا التي تهمنا إلى أشخاص آخرين”. مضيفاً “لأنه عندما يتعلق الأمر بالهجرة والاندماج الاجتماعي، فمن مروا بتجارب مماثلة هم من يجب أن يكون لهم رأي في هذا الأمر”.
وتضيف عضو آخر في الحزب، هي سيرين خادم دينغ، التي أصبحت محامية في إيطاليا بعد هجرتها من السنغال قبل سنين خلت: “يجب أن يكون لأي شخص ولد هنا لأبوين مهاجرين حق الحصول على الجنسية الإيطالية”.
بحسب أرقام الحكومة الإيطالية، فإن قرابة نصف المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا هذا العام حتى 24 يوليو والبالغ عددهم 11191، انطلقوا من تونس وبينهم قرابة أربعة آلاف مواطن تونسي. ووفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن أكثر من ألفي مهاجر وصلوا نهاية شهر يوليو.
وأكدت وزارة الداخلية الإيطالية في وقت سابق أن الأزمة الاقتصادية في شمال إفريقيا الناجمة عن وباء كوفيد-19 “أجّجت تدفقاً استثنائياً للمهاجرين فيما جعل الفيروس مسألة إدارة عمليات وصول المهاجرين اليومية الكثيرة أكثر تعقيداً. وقالت وزيرة الداخلية لوتشيانا لامورغيسي إن الجيش سيتولّى حراسة مراكز إيواء المهاجرين وإن سفينتين تتسع كل واحدةٍ لـ600 راكب ستصبحان متوفرتين للمهاجرين الذين يخضعون للحجر.
والتزم رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي الصمت بشأن مسألة المهاجرين الذين وصلوا مؤخراً، ما يعكس التوتر داخل ائتلافه الحكومي، بين حركة خمس نجوم التي غالباً ما تكون مواقفها أقرب لمواقف الرابطة، والحزب الديموقراطي الذي يعارض هذه المواقف بحزم.