تحليل شخصيات الأبراج
الحلقة الثانية
المرأة القوس: الطفولة التميّز الصراحة والتفاؤل والخُلُق.
تذكروا دائماً أن بين المرأة القوس وبين اللف والدوران عداء مُستحكم. كيف لا وهي التي تؤمن أشد الإيمان بأن الخط المستقيم أقصر الطرق إلى الهدف.. بما أن الاستقامة من طبعها، تبدر منها ملاحظات وأسئلة وردود يرتبك منها الجميع بوجه الجميع بوجه عام والرجل بوجه خاص لأنها تأتي بصورة مفاجئة وعلى نحو لم يتوقعه. ومع ذلك يُؤكد من يعرفها جيداً أنّ في استطاعتها –لو أرادت– أسر جميع القلوب دون استثناء.
المرأة مولودة برج القوس متفائلة جداً، لكن تفاؤلها يقترن دائماً بالمنطق السليم لا بالكذب الذي تأباه مهما كانت الظروف والدوافع. وبما أنها صادقة تماماً، لا تتورع عن الاعتراف أمام أهلها وذويها بأنها تفضل قرابة الروح على قرابة الدم التي لا تؤمن بها كثيراً. ولما كانت صادقة أيضاً فإنها تنسلخ باكراً عن الأفكار المتوراثة وتستقل بأفكارها وتعيش حياة مملوءة بالمغامرة وبالحركة والنشاط.. فهي تتنزه، وتمارس الرياضة، وتسافر، وتلتقي بالأصدقاء، وتلاحق الأهداف، وتؤدي الخدمات شرط أن لا يُفرض عليها شيء. إنها تكره الضغوط والقيود ولا تتردد في مواجهتها بلسان حاد سليط لا يُميّز شخصاً من آخر. حتى والدتها التي حملتها ورعتها تفشل في إجبارها على أمر ليست مقتنعة به كل الاقتناع. تكره هذه المرأة الرجل الضعيف السليب الإرادة، ومع ذلك ترفض الذوبان في شخصية الرجل القوي مهما كان قوياً ومتسلطاً.
إنها كثيراً ما تخلط بين الحب والصداقة. إذا شعرت بالعاطفة نحو إنسان ما تفتح له قلبها دون تردد. في صدقها خشونة تزعج البعض فيتهمونها إمّا باللؤم والخبث أو بالبله التام. غير أنها في الواقع ذكية طيبة ومنطقية جداً. وإذا تصرفت على هذا النحو الذي لا يرضى عنه جميع الناس فلأنها مقتـنعة تماماً ببراءتها وحسن سلوكها، وغير آبهة –بالتالي– للشائعات والتـُهم التي تلاحقها أحياناً.
تتردد هذه المرأة أمام فكرة الزواج ولا تتقبلها إلا بعد أن تشعر بحبّ جارف وانجذاب شديد نحو رجل تتمنى مشاركته بل وتقليده في كل شيء. فهي تستعمل ثيابه أحياناً، وترافقه في الصيد والنزهات والسفر، وتـُضحكها نوادره , ومع ذلك تبقى محتفظة بكل مظاهر الأنوثة والرقة. إن من يعرفها حق المعرفة يعلم أنها سريعة العطب، تـتصرف ببراءة الأطفال وترتبك إلى حد التعثر في مشيتها أحياناً، ولا تستطيع منع نفسها من البكاء في المواقف العاطفية على اختلاف أنواعها.
شهية هذه المرأة عظيمة. فهي تحب الطعام والشراب الطيبـين، وتـتمنى التردد على المطاعم الفخمة كلما سنحت لها الفرصة. تحب أيضاً اللباس الفاخر والسفر – في الدرجة الأولى بالطبع – والأضواء والشهرة والتبذير لاعتقادها أن المال وسيلة لا غاية. ومع أنها تكره الأعمال المنزلية وتـُفضل عليها العمل في الخارج إلا أنها تقوم بدور المضيفة وربة البيت خير قيام.
من أفضل حسناتها في هذا المضمار المرح والكرم وعدم التفريق بين المدعوين مهما اختلفت أوضاعهم الاجتماعية والمادية. ومن سيئاتها القليلة حدة اللسان إذا مُسّت كرامتها. لكنها لحسن حظها وحظ الآخرين مفطورة على النسيان والمغفرة، ولذلك لا يوجد في قلبها مكان للغضب أو الحقد الطويل الأمد.
أطفالها يُحبونها إلى درجة العبادة، ويمرحون معها كما لو أنهم في ”سيرك” حقيقي. وإنهم يُعاملونها معاملة الشقيق للشقيق ويأخذون عنها الصدق والاستقامة والمرح ولكنهم يشعرون في بعض الأحيان بالضيق والارتباك بسبب صراحتها اللامحدودة.
أما زوجها فله منها الحب والثـقة والوفاء الكامل دون قيد أو شرط ما عدا منحها القليل من الحرية والفردية .
امرأة برج القوس باختصار إنسانة مُثيرة إلى أبعد حد. فهي بالإضافة إلى خصائصها الحميدة تتمتع بروح خفيفة تضفي الابتسامة والمرح على جميع الوجوه، وتمحو من القلوب السأم والملل هذا كلّه ويمكن القول أننا لم ننصفها بعد.