الحلقة الأولى:
المرأة الميزان: السحر والجمال والكمال:
علمياً لكلّ رجل جانبه الأنثوي.. كذلك في كل امرأة جانبها الذكري مهما كان بسيطاً، اذا نظرنا إلى المرأة من برج الميزان مثلاً نراها مرتدية زي الرجل بالبساطة نفسها التي ترتدي بها ثياب الحرير البالغة الانوثة.. تبدو في الزييّن بمنتهى الرقة والعذوبة والأناقة ولا يمكن إخفاء أنوثتها.. وإذا أمعنا النظر قليلاً وجدنا أن وراء المظهر هذا – عقلا ً واعياً وإرادة صلبة وتفكيراً منطقياً يعمل بمبدأ الرجال. وبكلام آخر نقول أن المرأة التي تنتمي إلى برج الميزان يجب أن لا نحكم عليها من خلال غمّازتيها وابتسامتها العذبة فقط.
من جانب الشخصية هي تزن كل كلمة ورأي بُغية الوصول إلى أصدق النتائج وأكثرها موضوعية.. وبما أن عندها من الرقة قسطاً وفيراً نجدها تصدر آراءها ومعتقداتها بطريقة دبلوماسية لا تتوفر لزميلها رجل الميزان.. لا يمنعها هذا من الابتعاد عن أساس المواضيع والقضايا التي تعالجها في بعض الأحيان، الأمر الذي يُسبب للآخرين الضيق والانزعاج دون أن يفقدها شيئاً من سحرها وجاذبيتها.
تحب هذه المرأة العمل خارج البيت قبل الزواج وبعد الزواج، وهي تهدف من وراء عملها إلى المال الذي تعتبره بطاقة دخول إلى عالم الجمال والذوق الرفيع. إذا فكّرت في المال أيضاً فمن أجل زوجها الذي تعزه وتحترمه أكثر من أي انسان آخر. ويعتبر الزواج في رأيها شركة مساهمة بين اثنين مع ضرورة وجود أحدهما – تختار نفسها عادة – على رأس هذا الزواج، وهي باختيارها الدور الأول تسعى قبل كل شيء لخدمة زوجها، فتمهد أمامه الطريق وتدرس جميع الإمكانات والسُبُل التي من شأنها أن توصله إلى حيث يبغي. كل ذلك دون تذمّر من ناحيتها، أو شعور بالحرج من ناحيته. المشاركة على كل حال في طبعها، والانفراد بالرأي أو العمل خطأ تحاول تلافيه قدر المُستطاع.
بيتها يبدو كالتحفة الفنية أو كالإعلان في مجلة أنيقة.. تهوى جمع الأدوات الفضية والأطباق الثمينة والمفارش الأنيقة والشمعدانات والورد وغير ذلك. طعامها سواء أعد للضيوف أو لأفراد البيت ممتاز طعماً وكمية.. هي محدثة لبقة تعرف كيف تصغي متى أرادت.. ثم إنها تحب الملابس الفاخرة والعطور الثمينة والموسيقى الكلاسيكية وتكره العيش بمفردها.
هذه المرأة أيضاً مثقفة تثقيفاً عالياً ينفعها في حياتها الخاصة والعامة.. ومع أنها مفطورة على العاطفة إلا أن رجاحة عقلها تدفعها إلى التحرر من تلك العاطفة وخصوصاً في الميادين التي تتطلب المنطق والحكمة.. هذا وبسبب أنوثتها الشديدة يظنها البعض ضعيفة مترددة أمام المحن، لكنها من معدن طيّب صلب وذات إرادة حادة تعمل في الأزمات على أفضل نحو.. إذاً فليس بالمستغرب أن ( يبجلها) زوجها من أجل خصالها العديدة بوجه عام ومن أجل لطفها وتوددها بوجه خاص.
إذا تمنت امرأة برج الميزان أن تُرزق الأولاد كان دافعها الأساسي إرضاء زوجها لا غير. لذلك من الصعب على أولادها أن يحلّوا محل أبيهم في قلبها في أي وقت من الأوقات مع أنها تكون لهم أمّاً ممتازة تحسن رعايتهم وتشرف على نظافتهم وراحتهم وتعاملهم باللين والحُسنى في معظم الأحيان. إلى جانب ذلك لا تتردد في تطبيق النظام وفرض العقوبات بوحي من إدراكها وحكمتها ودون أن تنسى، ولو لحظة، هناء زوجها وراحته. فهل يسعنا بعد ذلك سوى القول هنيئاً له بها.. باختصار هذه هي أنثى الميزان.