كتشف الباحثون أن الإنسان يبدأ بمواجهة أكبر مشاكل وجودية في حياته بسن 47 أو 48 عاماً، وأن هذا الأمر لا يتوقف على جنسه إن كان (ذكراً أو أنثى) ومستوى تعليمه ووضعه الأجتماعي وعائلته والبلاد التي يعيش فيها.
ووفقاً للعلماء فإن السبب يكمن في “العمليات البيولوجية الكيميائية الجارية في جسم الإنسان ونسبة الهرمونات فيه”.
وتوصل العلماء في معهد “دارتمونث” والمكتب القومي الأمريكي للبحوث الاقتصادية إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة أزمات نفسية يواجهها الإنسان في 132 دولة، بما فيها الدول المتطورة والنامية.
وأوضحت نتائج الدراسة أن “البشر في البلدان المتطورة يبدأون في المعاناة من “اليأس العميق” بسن 47 عاماً. أما البلدان النامية فتبدأ تلك الأزمة فيها لدى الإنسان بسن 48 عاماً وشهرين”.
وأشارت إلى أن “الأوضاع تختلف قليلاً في روسيا والصين والمكسيك حيث تبدأ الأزمة بسن 43 عاماً”.
كما أجرى العلماء الأمريكيون أيضاً استطلاع الرأي بهدف تحديد “مستوى السعادة” بدءاً من السعادة التامة حين يرضى الإنسان عن كل شيء وانتهاء بعدم الرضى الكامل بحياته.
وبينت نتائج الاستطلاع أن “نسبة السعادة لدى الإنسان تبلغ ذروتها في سن 18–20 عاماً وبسن 70 عاماً، بينما الحد الأدنى للسعادة يكون في سن 47–48 عاماً.
وأظهر الاستطلاع أن “اليأس يبدأ بالاستيلاء على الإنسان تدريجياً حين تنخفض مؤشرات الرضى عن الحياة على مدى 20 عاماً، ثم تقل تلك المؤشرات بقدر اقترابه من سن 50 عاماً، ثم تبدأ في الارتفاع مجدداً بدءاً من سن 60 عاماً وتبلغ ذروتها ببلوغه سن 70 عاماً”.
ولكن بحسب الباحثين، فإنه بعد تحليل نتائج مسح لما يقرب من 15 ألف شخص من مختلف الأعمار، فإن السعادة تعود بعد سن الـ 65 عند الكثير من الناس وتصل إلى ذروتها بحلول سن الـ 80.
ووجد العلماء أنه غالباً ما ترتبط فترة منتصف العمر بنقص فرص العمل أو عدم الرضا عن وضعهم المالي. أما بالنسبة لكبار السن، تتراجع الأنشطة المهنية والحاجة إلى توفير دخل لائق لأنفسهم، ويركز الشخص على أشياء أخرى، كالهوايات والعائلة والأصدقاء ويشعر بالسعادة مرة أخرى، خاصة إذا لم تكن هناك مشاكل صحية كبيرة.