لم تلقِ شركات الأدوية الكبرى حتى الآن بثقلها في عملية تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد، لأنها لا تزال لا تمتلك الضمانات الكافية لأن تحقق أي أرباح معتبرة إذا ما قررت الخروج في هذا الطريق وصرف مليارات الدولارات من أموالها في ذلك المسعى.
ويؤكد عدد من المختصين أن الشركات تخشى أن يكون مصير كورونا مثل سارس. فقبل نحو 17 عاماً كانت هناك شركات بدأت في تطوير لقاحات لعلاج سارس، ولكن عندما حان وقت إجراء التجارب السريرية لم يكن هناك المزيد من المرضى لأن الفيروس قد رحل.
كافة التجارب التي يتم إجراؤها بشأن التوصل إلى لقاح لمواجهة كورونا لم تتوصل إلى نتائج نهائية، حيث يتم تجريب كل الاحتمالات للتوصل إلى حلول لمواجهة الفيروس.
لكن دون صرف أموال طائلة، لأن ذلك غير مضمون في حال انحسار الوباء تدريجياً دون الاعتماد على اللقاح.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أنها بحاجة لمئات الملايين من الدولارات لاختبار عدة لقاحات ضد كورونا، مطالبة القطاعات الحكومية بالمشاركة في تمويل اختبارات اللقاح ضد المرض.
عملية البحث عن اللقاح – الذي يعتقد العديد من الخبراء أنّه سيظهر بعد 12 إلى 18 شهراً على الأقل – أمر محوري في قلب أجل الجهود العالمية لإعادة تشغيل الاقتصادات.
ولكن على غرار إنفلونزا الخنازير، تُثير تلك العملية التساؤلات حول ما إذا كانت الدول ستتحرّك بالمقتضى الضيّق لمصلحتها الشخصية، أم ستعتنق نهجاً عالمياً أكثر تعاونية.
وهناك أكثر من 100 لقاح محتمل في مرحلة الاختبار حالياً، وسنكون بحاجةٍ إلى جهود جبّارة تُكلّف عشرات المليارات من الدولارات.
يشير مارك فينبرغ المدير العلمي السابق لشركة ميرك فاكسينز والرئيس الحالي لـلمبادرة الدولية للقاح الإيدز، إلى أن المختبرات تعلمت الدرس ولن ترغب في التحول إلى طرف “منبوذ” في المعادلة، ما قد يسيء لسمعتها وقدرتها على تحقيق الأرباح.
ويعتقد فينبرغ أن تشارك الملكية الفكرية سيتم حتماً، لأن “لا أحد يستطيع بمفرده الاستجابة للطلب العالمي، وسيجبر أي طرف على البحث عن شركاء من أجل صناعة المنتج”.