كشف أكاديميون متخصصون في مركز جامعة الإسكندرية لمكافحة النمل الأبيض، ظهور إصابات جديدة للنمل الأبيض، خاصة من النوع الخطير المعروف بالنمل التحت أرضي، في مناطق غرب الإسكندرية في العجمي والبيطاش بمعدلات كبيرة، فضلاً عن ظهور مستعمرات جديدة في وسط وشرق المدينة وديوان عام الجامعة بالشاطبي، نتيجة موجة الحر واكتظاظ المستعمرات الحالية ما يتسبب في فوران للنمل وحدوث إعادة العدوى بأفراد النمل المجنحة.
وقال الدكتور أحمد محمد سليمان، مدرس علم الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية،عضو فريق العمل بمركز جامعة الإسكندرية لمكافحة النمل الأبيض،أن المركز يتلقى العشرات من البلاغات من مواطني أحياء الإسكندرية خاصة غرب ووسط وشرق في مناطق سموحة والإبراهيمية وكفر عبده والشاطبي وفوزي معاذ ومحرم بك وسبورتنج وتعاونيات سموحة من وجود مستعمرات للنمل الأبيض تصل أعدادها إلى ملايين الأفراد ما يهدد منازلهم وخاصة أثاث البيوت من موبيليا وباركية، فضلاً عن انتقال هذه المستعمرات بين المنازل والمناطق، مشيراً إلى أنه تم معاينة نحو 30 شكوى خلال الصيف الحالي والعام الماضي حيث تم معاينة 18 موقع شكوى خلال الشهر الماضي، وتم تنفيذ 6 عمليات منها والباقي تم رفضه لأسباب خارجه عن إرادة المركز .
وقال «سليمان»، – في تصريحات صحفية، أنه تم رصد إصابات جديدة في البيطاش والعجمي غرب الإسكندرية، خاصة وجود النمل الأبيض من نوع التحت أرضى، مشيراً إلى أن الأمر في تزايد للأسف الشديد ما يضع مسؤولية أكبر على عاتق المركز الذي حقق نتائج ايجابية كبيرة منذ تشغيله منذ ما يقرب من عامين دون تسليط الضوء من الإعلام على نشاطه.
وأوضح أن الإسكندرية عبارة عن مستعمرة كبيرة للنمل الأبيض، تحتضن مستعمرات عديدة تتركز في أشهر مناطقها على الإطلاق في سموحة بأطرافها المتعددة وهى الإبراهيمية وسبورتنج وكفر عبده وتعاونيات سموحة، وحالياً اكتشفنا ظهور إصابات جديدة في البيطاش والعجمي والتي ظهرت بشكل كبير وواضح وكذلك منطقة بحري والجمرك، لا سيما في البنايات القديمة وديوان عام جامعة الإسكندرية وأحياء وسط وشرق بالكامل مصابة، لافتاً إلى أن المستعمرة الأم هي سموحة والتي تسيطر عليها منذ 20 سنة مضت، إلا أنها بدأت في الظهور بشكل كبير في المناطق المحيطة بسموحة.
ولفت إلى أن الهدف الرئيسي للمركز يكمن في التعريف بالنمل الأبيض والتفريق بينه وبين سوس الخشب، والسعي لعدم تفاقم المشكلة، منتقداً ما تقوم به بعض شركات مكافحة النمل الأبيض الغير متخصصة، والتي تعمل بطريقة غير متخصصة وغير احترافية.
وأوضح “سليمان”، أن المستعمرات تنشط بشكل مخيف في فصل الصيف، نظراً لارتفاع الحرارة وبالتالي تشكل خطورة داهمة بخلاف الشتاء التي تنحسر، لافتاً إلى أن مبنى ديوان الجامعة يواجه مستعمرة كبيرة وغير طبيعية وإن كان تم مكافحة طابق من طوابقه فقط .
ورداً على سؤال حول مخاوف البعض من تسبب النمل الأبيض في انهيار المنازل، قال أن هذا الكلام غير صحيح بالمرة، لأن النمل الأبيض لا يؤثر على الأساس ولا علاقة به بانهيار البنايات وهذا الأمر مغلوط تماماً فالنمل لا يأكل الأساس وإنما يتحرك في الطوب الحراري أو الفراغات ولا يأكل الاسمنت كونه يبحث فقط عن الفراغات بين الطوب والاسمنت للتحرك من خلالها .
وقال أن النمل التحت أرضي هو أخطر الأنواع، كون أعداده أكبر وينتقل من شقة إلى أخرى بسرعة لتكوين مستعمرات ويكون موجود في التربة قبل البناء ويخرج لعمل مستعمراته في الأسقف والحيطان.
وأشار إلى أن هناك نوعان من النمل الأبيض، هما النمل الأبيض (الخشب الجاف) وهو موجود في مصر كلها من خلال الخشب المتعفن أو الأخشاب المستوردة التي لم يتم تبخيرها ويصيب الأخشاب الجافة والأثاث الخشبية، ومستعمراته تصل إلى مئات الأفراد، وليس له اتصال بالأرض حيث يمكن للمستعمرة احتلال قطعة خشب صغيرة، ويتم تكوين المستعمرة داخلها حيث تقوم الحوريات بدور الشغالات، والنوع الثاني هو النمل الأبيض تحت الأرضي، وهى أنواع تعيش تحت سطح الأرض وتصل مستعمراتها إلى ملايين الأفراد، كما ينقسم النمل التحت أرضي إلى عدد من الأنواع التي تعيش في المناطق البيئية المختلفة، مشيراً إلى أن النمل الأبيض هو نوع من الحشرات المتنوعة بيئياً وذات أهمية اقتصادية حيث أنها تتغذى على السليلوز، لا سيما في الخشب وينتشر النمل الأبيض في جميع أنحاء العالم وبخاصة في المنطقة الاستوائية والتي تفضل المواد النباتية العضوية.
وشدد على أنه لا يوجد تأثير للنمل الأبيض على أساسات المباني الخرسانية، لكنه يأكل الخشب ويتغذى على المواد السليلوزية والبيوت القديمة والأسقف الخشبية وبإمكانه إصابة الحجرات والتنقل من خلال التنقل عبر طبقة لا تتعدى 10 سنتيمترات من طبقة النقاشة التي تعلو المحارة، ويتنقل من حلق باب إلى آخر ومن شباك إلى آخر كما يتحرك في طبقة خفيفة وراء السيراميك، مشيراً إلى أن الأخطر هو النوع التحت أرضي.
وعلى الجانب الآخر، قال المهندس طارق صالح وكيل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في الإسكندرية، أن إدارة المكافحة في المديرية تقوم بإجراءات قوية لمواجهة النمل الأبيض ومكافحته فور ورود الشكوى إلى الإدارة، والتعامل الفوري من خلال الفحص والمعاينة الميدانية وصرف المبيد اللازم.
وأوضح “صالح”، أن المديرية تتحرك في 3 اتجاهات فيما يتعلق بحشرة النمل الأبيض، وهى الاتجاه الأول النمل الأبيض “فوق أرضي” حيث جرى مكافحة وعلاج 250 وحدة من إجمالي 275 وحدة تم الإبلاغ عنها، وتبين عدم وجود إصابة في 35 وحدة، وذلك خلال الفترة من 1 ديسمبر 2019 وحتى 19 أغسطس 2020.
وأشار إلى أنه بالنسبة للنمل الأبيض “تحت أرضي” تم تنفيذ رش وقائي للأراضي المزمع البناء عليها قبل الشروع في البناء بواقع 226 منشأة، وجرى استخدام 1793 لتر مبيدات، تنوعت ما بين 47 منشأة في حي المنتزة، و39 في شرق، و36 في العجمي، و35 في وسط، و19 في غرب، و6 في الجمرك، و44 في العامرية، مشيراً إلى أن المديرية تقوم برش علاجي للعمارات السكنية المصابة وتم علاج عمارة مصابة في حي وسط بـ7 لتر مبيدات.