إرتفاع مستمر في مؤشر الإصابات، ذلك ما أصبحت عليه أرقام إصابات فيروس “كورونا” بالمغرب؛ فبعد هدنة خاضتها المنظومة الصحية مع الفيروس، قفزت الإحصائيات بشكل كبير لتلامس أرقاما غير مسبوقة، تقترب من 2000 حالة أحيانا، وفي مختلف الأنحاء.
حيث تشوب مواقع التواصل الاجتماعي موجة حسرة على أرقام الماضي، التي لم تكن تتجاوز 200 حالة يوميا، وارتفعت بعد التنقلات الكبيرة التي صاحبت مناسبة عيد الأضحى وإقبال الناس بكثافة على التجمعات دون الشروط الوقائية الضرورية.
وعلى الرغم من أن الأرقام أصبحت مضاعفة، فإن منسوب الاستعداد النفسي لمواجهة موجة ثانية من تفشي الفيروس تضاءل بشكل كبير؛ فقد تابع المغاربة بشكل ساخر تخوفات من “كوفيد19” خلال الأيام الأولى، فيما تحول الأمر عكسيا في الفترة الراهنة.
كما انقسم المغاربة بشأن توالي الأرقام “المخيفة” بين اتهام الحكومة بعدم تدبير إجراءات رفع الحجر الصحي بالشكل اللازم، والإصرار على الإبقاء على عيد الأضحى؛ فيما يرى آخرون أن المواطنين فوّتوا اللحظات الأخيرة من إمكانية القضاء على الوباء بعدم التزامهم.
أما بالنسبة لمصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فتحديد منحنى الأرقام هل ستنخفض أم سترتفع يقتضي بعض التريث، على الأقل أياما، لكي نلاحظ أرقام الإصابات والمستوى الذي تتراوح فيه.
وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الحكومة مطالبة بخطة لتدبير هذه الفترة، مطالبا بكشف حالات المصابين، هل هي حرجة أو عادية أو بدون أعراض، لكي يستطيع الجميع قراءة الواقع، خصوصا في ظل التحولات القائمة.
وفي هذا السياق أوضح الخبير المغربي أن عدد الراقدين في الإنعاش حاليا ليس بالكبير، وبالتالي فالوضع يظل تحت السيطرة، كما أن كثيرين ممن لم تظهر عليهم أعراض الإصابة أو حالتهم عادية يتتبعون العلاج داخل منازلهم بشكل يحترم التعليمات.
وتابع الناجي تصريحه قائلا: “على الجميع الالتزام بالتعليمات الضرورية، بداية بالكمامة والتباعد وغسل اليدين”، وزاد: “المواطنون مطالبون بتجاوز الاستهتار والعودة إلى الحيطة التي اتخذها الجميع أثناء بداية تفشي الفيروس”.