طور علماء أمريكيون “علامة حيوية رقمية” تستخدم الكاميرا المدمجة بالهاتف الذكي للكشف عن مرض السكري من النوع 2. تم وصف الطريقة الجديدة في مجلة Nature Medicine.
مرض السكري هو مرض خطير يتطور بشكل غير ملاحظ. تقدر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن حوالي نصف المصابين بالسكري غير مدركين لمرضهم والمخاطر الصحية المرتبطة بها.
اقترح باحثون في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو طريقة سريعة جديدة للكشف عن مرض السكري من النوع 2 باستخدام تقنية موجودة في الهواتف الذكية.
قال جيفري تيسون، رئيس الدراسة، العضو المنتدب والأستاذ المساعد في طب القلب، في بيان صحفي جامعي: “القدرة على اكتشاف حالة مثل مرض السكري، الذي له آثار صحية خطيرة، باختبار غير مؤلم عن طريق الهاتف الذكي يفتح الكثير من الإمكانيات. الفكرة هي إنشاء أداة يمكن أن تساعد في الحد من انتشار مرض السكري غير المشخص.
قال الباحثون إن الأداة الجديدة ستساعد أيضاً في تحديد مرض السكري لدى الأشخاص الذين لا تتاح لهم الرعاية الطبية الشاملة.
يقول المؤلف الأول للمقالة، روبرت أفرام، دكتوراه في الطب: “يمكن أن يكون مرض السكري بدون أعراض لفترات طويلة من الزمن، ما يجعل تشخيصه صعباً. في يومنا هذا هناك نقص في أدوات الكشف عن مرض السكري، ما دفعنا إلى تطوير هذه الخوارزمية”.
يعتقد المؤلفون أنه يمكن استخدام كاميرا الهاتف الذكي للكشف عن تلف الأوعية الدموية الناجم عن مرض السكري. استخدموا مصباح الهاتف والكاميرا لتحليل تغير لون الإصبع المقابل لكل نبضة قلب. تسمى هذه الطريقة بالتصوير الضوئي وهي مستخدمة في عدد من الأجهزة المحمولة مثل الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية.
حصل العلماء على ما يقرب من ثلاثة ملايين سجل للتصوير الضوئي من 53870 مريضاً باستخدام تطبيق على أيفون Azumio Instant Heart Rate، من الذين تم تشخيص إصابتهم بداء السكري من النوع 2. تم استخدام هذه البيانات لتطوير والتحقق من صحة خوارزمية التعلم الآلي لاكتشاف مرض السكري بناءً على إشارات التصوير الضوئي المقاسة بالهاتف الذكي.
ونتيجة لذلك، حددت الخوارزمية بشكل صحيح وجود مرض السكري في 81 بالمائة من المرضى في عينتين منفصلتين. وتراوحت دقة تحديد عدم وجود مرض السكري لدى غير المرضى من 92 إلى 97 بالمئة. لاحظ الباحثون أن دقة الطريقة تتعزز بشكل أكبر عند إضافة معلومات عامة عن المريض مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم والعرق إلى “المؤشرات الحيوية الرقمية” الناتجة.
قال مؤلف الدراسة جيفري أولجين: “لقد أظهرنا أن أداء الخوارزمية يمكن مقارنته باختبارات أخرى شائعة الاستخدام، مثل التصوير الشعاعي للثدي لكشف سرطان الثدي أو فحص الأنسجة للكشف عن سرطان عنق الرحم، كما أن عدم الشعور الألم يجعله جذاباً للاختبار المتكرر”.
يعتقد المؤلفون أن الطريقة الجديدة يمكن أن تكون بمثابة أداة فحص لمجموعات كبيرة من الناس، وأن الاكتشاف المبكر لمرض السكري من النوع 2 سيجعل متابعة العلاج أكثر فعالية.